الكناية
علم البيان
الكناية
مصدر ( كنوت ) أو ( كنيت ) بكذا عن كذا .
و هى لفظ أطلق و أريد به لازم معناه مع جواز إرادة ذلك المعنى .
مثال : ( فلان طويل النجاد ) أي ( طويل القامة ) مع جواز ( أن يراد حقيقة طول النجاد أيضاً ) .
أقسام الكناية
تقسم الكناية باعتبار( المكنى عنه ) إلى ثلاثة أقسام :
1- كناية يكون المكنى عنه ( صفة ) .
مثال :
طويل النجاد رفيع العمــــــاد كثير الرماد إذا ما شــــــــــــــتا
( طويل النجاد ) أي ( طويل القامة ) و ( كثير الرَّماد ) أي ( سيِّد كريم ) .
مثال :
بعيدة مهوى القرط إمَّا لنوفل أبوها و إمَّا عبد شمس و هاشم
( مهوى القرط ) المسافة بين شحمة الأذن و الكتف وصفها الشاعر ( بعيدة مهوى القرط ) أنَّها ( طويلة الجيد ) .
مثال :
قال المتنبي في وقيعة سيف الدولة ببني كلاب :
فمسَّاهم و بسَّطهم حريراً و صبَّحهم و بسَّطهم تراباً
كنى بكون ( بسطهم حريراً ) عن ( سيادتهم و عزتهم ) و بكون ( بسطهم تراباً ) عن ( حاجتهم و ذلهم ) .
فالكناية في التركيبين عن ( صفة ) .
مثال : ( يمشى المسلم شامخ الأنف , عالي الجبهة )
كناية عن الاعتزاز بالنفس , و هذه الكنايات كلها عن صفات .
2- كناية يكون المكنى عنه فيها ( نسبة )
و يراد بها إثبات أمر لأمر أو نفيه عنه .
مثال :
إنَّ السماحة و المروءة و الندى في قبة طرحت على ابن الحشرج
حيث أراد الشاعر أن يثبت اختصاص ( ابن الحشرج ) بهذه الصفات , و أراد أن لا يصرح بإثباتها له فجمعها في قبَّة و جعلها مضروبة عليه أي نسبها إليه
مثال : قال المتنبي في مدح كافور :
إنَّ في ثوبك الذي المجد فيــــــه لضياء يزرى بكل ضيــــــــــــــاء
أراد أن يثبت المجد لكافور فترك التصريح بهذا و أثبته لما له تعليق بكافور و هو ( الثوب ) فالكناية عن ( نسبة ) .
مثال : السعد بين يديك و الذكاء في عينيك .
أي ( السعد و الذكاء ) ينسبان إليك شخصيَّا , فهي كناية عن ( نسبة ) .
3- كناية يكون المكنى عنه فيها غير صفة و لا نسبة و الشرط أن تكون ( الكناية ) مختصة بالمكنى عنه لا تتعدَّاه .
مثال :
فأتبعتها أخرى فأضللت نصلها بحيث يكون اللب و الرُّعب و الحقد
( اللبُّ – الرُّعب – الحقد ) ثلاث كنايات , كنى عن القلب بهنَّ ؛ لأنَّه موضع لهنَّ , في كناية عن موصوف .
قال المتنبي :
و من في كفه منهم قنـــــــــاة كمن في كفه منهم خضـــــــــــــاب
و كنى بمن يحمل قناة عن ( الرَّجل ) و بمن في كفه خضاب عن ( المرأة ) و قال أنهما سواء في الضعف , أمَّا سطوة سيف الدولة و بطشه فكلتا الكنايتين كناية عن ( موصوف ) .
السرُّ في جمال الكناية
1- تعطى المعنى مصحوباً بالدليل .
( عض المهمل إصبعه ) كناية عن الندم .
2- إظهار المعنوي في صورة حسيَّة .
3- التعبير عمَّا لا يصح التصريح به كأن تقول :
( فلان لا يفهم إلا بصعوبة ) كناية عن ( الغباء ) .
4- تمكن المتكلم من التعبير عن المعنى الذي يريده بطريق التعريض حتى لا يقع في حرج كقول الشاعر يصف شخصاً بالبخل :
فتى مختصر المأكول و المشروب و العطر
نقى الكأس و القصعة و المنديل و القدر
التقويم
بيِّن أنواع الكنايات الآتية :
أصبح في قبرك السماحــــــــــــــة
و المجد و فضل الصلاح و الحسب
و دبت في مواطن الحلم علـــة لها كالصلال الرقش شرُّ دبيـــب
بيض المطابخ لا تشكو إماؤهم طبخ القدور و لا غسيل المناديل
و تقول العرب : ( فلان رحب الذراع نقى الثوب طاهر الإزار سليم دواعي الصدر ) .