جميل بثينة
عمل الطالبة : هبة الرحمن بنت عبدالله الراشدي
صف:5/11
إشراف الأستاذة : اسمهان الهادي
الصدفة التي جمعت جميل ببثينة:
كان جميل بن معمر من أشهر شعراء الغزل، فقد عاش قصة حب جمعته ببثينة بنت ربيعة، وهي من بني عذرة أيضًا وتلتقي وإياه بالنسب، فقد عاشا في وادي القرى، وهو وادٍ يقع في الحجاز بالقرب من المدينة المنورة، وترجع قصة حبهما إلى الطفولة، فقد أحبها عندما كانت طفلة لا تدرك ماهو الحب. وقد جمعه بها أول موقف عندما دار خلاف بينه وبينها حول المرعى، فشتمته، وانصدم بنباهتها، فصار مهيمًا بها، وكتب جميل لبثينة العديد من القصائد ومنها:�
وَأَوَّلُ ما قادَ المَوَدَّةَ بَينَنا��بِوادي بَغيضٍ يا بُثَينَ سِبابُ��وَقُلنا لَها قَولاً فَجاءَت بِمِثلِهِ��لِكُلِّ كَلامٍ يا بُثَينَ جَوابُ�
واعترف جميل بأن بثينة لم تكن حبه الأول، بل كانت له عشيقات قبلها، إلا أنها كانت استثناءً صارخًا بالنسبة له.
�الحب الذي تيقَّظَ في قلب جميل وبثينة:�
الألم الذي تكبده العاشقان في مواجهة قدرهما:�
كانت بثينة كثيرة الترحال والتنقل إلى جانب أهلها مما جعل جميل يزداد لوعةً واشتياقًا لها، وتذكر المراجع أن بثينة تزوجت برجل آخر لم يحدد المتخصصون في الأدب اسمه بدقة، فقيل إنه نبيه بن الأسود، لكن حدد عباس محمود العقاد صفاته من خلال استنباطه من شعر جميل، وقال إنه رجلٌ أعور ضعيف الملة، لم تكن تحبه، ولم يكن يروقها، وتزوجت به نتيجةً لقيام بني الأحب في الحيلولة دون زواجها من جميل.��أما جميل فلم يتزوج إطلاقًا، وعاش بقية حياته متألمًا لفراق بثينة، واصفًا نفسه بالعاجز، والذي لا يسعه سوى الوقوف على الأطلال، ليس فقط لمجرد ولعه بل لأنه لا يملك خيارًا آخرًا.�
جميل وتهديد مروان بن الحكم:�
تذكر المصادر التاريخية أن جميلًا عاش في الفترة التي بدأ فيها الإسلام بالانتشار خارج جزيرة العرب، وكان في أوائل انتشاره، في القرن الأول الهجري، وكان الخلفاء يحرصون على منع اللهو، وتهديد كل من يقول الغزل، لاعتباره أمرًا منافيًا للقيم الإسلامية. فقد تقدم أحد الولاة إلى مروان بن الحكم، بشكوى حول قصائد جميل، وغزله ببثينة فتعرض للتهديد بقطع لسانه، إلا أنه استمر في الغزل ببثينة.
اللقاء الأخير بين العاشقيْن:
سافر جميل، وترك أطلال بثينة، إلا أنه ظل مشغولًا في التفكير فيها، وقال جميل أبياتًا في بثينة عندما اقترب أجله، وبدأ يحتضر، وأكد على تمسكه بحبه لبثينة، ولم يستطع اللقاء بها قبل أن توافيه المنية��وعندما علمت بثينة بوفاة جميل، لم تصدقه، وقالت لمن أخبرها إن كنت صادقًا فقد قتلتني، وإن كنت كاذبًا فلقد فضحتني، وانتحبت باكيةً على وفاته.