" لم تكن النساء قط بنات للشيطان، بل بنات الشيطان هن تلك الأفكار العقيمة المترسبة في عقول سقيمة دأبت على وأد المرأة تارة باسم الحرية، وتارة باسم الحفاظ على عفاف المجتمع وطهارته. فوقعت بذلك المرأة بين معسكرين أحدهما رفع شعار "حرية المرأة" متخذا بذلك سبيلا لجعلها سلعة تباع وتشترى على هذه الفضائيات أو تلك المجلات، ناهيك عن كم الإعلانات الذي رسخ لهذه الفكرة. فبذلك فرغ المرأة من كل مضامين الحياة ومن كل صور الوجود الإنساني، وقتل كل صور وجودها إلا صورة واحدة "الجسد" فأصبحت نظرة المجتمع للمرأة نظرة قميئة، ممتلئة بالشهوانية، أليس هناك جوانب أخري للمرأة؟!!وأما الأخر، فبدعوى حفظ المجتمع، وصيانته من الفاحشة، رفع شعار "حجب المرأة"، وكأنها شيطان متلبس في امرأة، لا تعرف شيئاً إلا الإغراء والإيقاع به، وفتنته، وهو بذلك العفيف. وبذلك تناسي أن الله خلق المرأة من شق آدم، ولم يخلقها من قدمه لتكون له عبدة، أو لتوقع به. وكذلك لم يخلقها من رأسه لتتحكم به. بل من شقه لتكون بجواره، ومن تحت ذراعيه لتكون في حمايته، وبالقرب من قلبه ليكفلها بحبه، أليس الرجل أيضا قد يَفتن المرأة؟ كلا الفريقين ارتكب جرمًا في حق المرأة فكلاهما يعملان على سلبها حريتها (حرية الفكر، والاختيار، والحياة)، وطمث كيانها ووجودها عبر حصر المرأة في الجسد إما بإخفائه او بتعريته." .الأفكار: مفردها: * *