بيان مفتوح للتوقيع: إلى السلطات السورية الجديدة وعلى رأسهم أحمد الشرع

نحن عائلات المغيبين-ات وروابط ضحايا الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري في ميثاق الحقيقة والعدالة والمنظمات الحقوقية الشريكة، نتوجه إليكم بهذا البيان لنعبر عن رفضنا الحاد والقاطع لطريقة التعامل مع ملف المفقودين-ات والمخفيين-ات قسراً، والمعتقلين-ات في سوريا، ونحمّل السلطات الحالية المسؤولية الأولى في إعطاء هذه القضية الأولوية القصوى، لكونها لا تمثل شأناً إنسانياً وماضياً مؤلماً عانت منه كل عائلة في سوريا وحسب، وإنما تعد محوراً أساسياً لتحقيق العدالة والإنصاف والسلم الأهلي في سوريا الجديدة.

لقد ناضلنا لسنوات طويلة بكل ما نملك من وسائل، ومن كل زاوية من العالم للمطالبة بالحرية والعدالة والإنصاف لكل معتقلة ومعتقل من أحبائنا في سوريا، وعملنا على مقاومة نسيان العالم وتجاهله لمن أسكتت أصواتهم بسلاح الإخفاء القسري والتعذيب الممنهج، ولمن ضحوا بحياتهم وحريتهم من أجل الوقوف في وجه الاستبداد.

إن مأساتنا المستمرة منذ سنين، والتي أملنا بانتهائها منذ اللحظات الأولى لفتح أبواب السجون والمعتقلات، لم تستمر وحسب لأننا لم نرى وجوه أحبتنا بين المفرج عنهم، ولكنها تعاظمت ونحن نشاهد الإهمال والفوضى اللذين لحقا سقوط نظام الطاغية، حيث تركت مسارح الجرائم المتمثلة بالسجون والأفرع الأمنية والمستشفيات العسكرية، وغيرها من المرافق المتعلقة بالملف والتي تحوي على الوثائق والأدلة المرتبطة بمصائر أحبتنا، عرضة للعبث والسرقة والإتلاف، سواء من قبل الأهالي الباحثين عن أي معلومة تدل على أبنائهم، أو من قبل إعلاميين ومؤثرين، أو من قبل فضوليين غير مدركين لفداحة سلوكهم، أو حتى من قبل مخربين يريدون طمس الحقائق وإخفاء الأدلة عمداً.

لقد كان ولا يزال التعامل غير الحساس مع حرمة هذه الأماكن ومن مرّ فيها مخزياً، ومع استمرار الإهمال وغياب الحماية، وصل الأمر اليوم بالبعض إلى القيام بطلاء الزنازين وطمس معالمها، مما يشكل بالنسبة لنا إمعاناً فاضحاً وتنكيلاً صارخاً بحق مفقودينا. 

إلى حين كتابة هذا البيان لم تكلّف الإدارة الجديدة نفسها بالقيام بواجبها بالتواصل أو توفير معلومات أو توجيه خطاب مباشر لنا كعائلات المعتقلين-ات والمغيبين-ات، بل تُركنا لوحدنا لنبحث عن أي معلومة عن أحبابنا عبر وسائل التواصل أو في الوثائق التي تُركت مرمية على أرض السجون وخارج فروع الأمن في دمشق وسواها، مما جعل العديد منا عرضة للمعاناة والاستغلال وانتشار الإشاعات والأخبار المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي زادت من حجم الضياع والألم الهائل الذي عشناه لسنوات طويلة.

ندرك أن معالجة قضية المختفين-ات قسراً في سوريا بحجمها الهائل، تحتاج إلى تكاتف الجهود الوطنية والدولية لوضع رؤية واضحة ومشتركة لكشف مصير من فقدناهم وتحقيق العدالة للضحايا ومحاسبة المجرمين، ولكننا ندعو لاتخاذ خطوات عاجلة يتوجب تنفيذها اليوم وبشكل عاجل قبل فوات الأوان - خطوات قد تضعنا على الطريق الصحيح نحو تحقيق عدالة وحقيقة شاملتين. وعليه فإننا نطالب بما يلي:

1. التحرك العاجل والفوري والصارم لإيقاف استباحة السجون ومراكز الاعتقال في سوريا والتعامل معها على أنها مسارح لجرائم وفظائع ضد الإنسانية، ومنع الدخول إليها وطمس معالمها وتصويرها والعبث بما تحويه من وثائق وأدلة.

2. فرض حماية صارمة على المقابر الجماعية ومنع نبشها أو فتحها أو تصويرها من قبل أي جهة كانت قبل وضع خطة تتظافر فيها كل الجهود والخبرات للتعامل أصولاً بما يضمن الكرامة الإنسانية وحرمة المقابر.

3. تأمين وحماية سجلات القضاء والسجون وفروع المخابرات المتعلقة بالمعتقلين-ات، والتعاون مع المنظمات الحقوقية السورية والجهات المعنية لتسهيل أرشفة السجلات وأتمتتها وضمان وصول الأهالي إلى المعلومات الخاصة بأحبابهم المختفين-ات.

4. التواصل المباشر والعاجل مع روابط عائلات المعتقلين-ات والمغيبين-ات، والتحاور معهم والاستماع إلى مطالبهم والاستفادة من خبراتهم، والالتزام بإطلاعهم على كل الجهود التي تخص هذا الملف.

5. التواصل الفوري مع الجهات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بالملف، وبدء العمل التشاركي لكشف مصير المغيبين-ات في سوريا وتحقيق العدالة ومحاسبة المجرمين ضمن الأطر القانونية الوطنية والدولية.

نذكر بأن جريمة الإخفاء القسري تعد جريمة ضد الإنسانية، وقد استخدم النظام السابق هذه الجريمة كوسيلة قمع ممنهجة ضد من يختلفون معه بالرأي، وتسعى العائلات من خلال هذه الدعوة إلى بذل وتظافر كل الجهود للمحافظة على الأدلة وكل ما يرتبط بها، لضمان محاسبة المجرمين ومنع تكرار هذه الجريمة.

إن سقوط نظام الطاغية كان بداية لتحقيق حلمنا جميعاً بسوريا تسودها الحرية والعدالة والسلام، ولكن لا يمكن لنا أن نعيد بناء سوريا بدون معرفة مصير عشرات الآلاف وتحقيق العدالة لهم ولعائلاتهم والتعهد بعدم تكرار الفظائع التي مورست بحق الشعب السوري. ونحن على أتم الاستعداد لوضع كل جهودنا وقدراتنا والتعاون مع كل الجهات المعنية للمضي قدماً فيما يتعلق بملف الحقيقة والعدالة في سوريا.

صادر عن منظمات وروابط ميثاق الحقيقة والعدالة

*ميثاق الحقيقة والعدالة: هو مبادرة سورية مشتركة أطلقتها منظمات ومجموعات تمثل عائلات ضحايا الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي وناجين و ناجيات من الاعتقال، بهدف وضع قضية المعتقلين-ات والمفقودين-ات في قلب الجهود لتحقيق العدالة في سوريا. يعكس الميثاق رؤية موحدة لسبل مواجهة هذه الانتهاكات الممنهجة عبر توثيق الجرائم، ضمان حق العائلات في معرفة مصير أحبائها، والعمل على كشف الحقيقة ومحاسبة المسؤولين. يركز الميثاق على تعزيز مبادئ العدالة الانتقالية وحماية حقوق الضحايا وعائلاتهم-ن، مع التأكيد على أن العدالة المستدامة شرط أساسي لتحقيق السلام في سوريا المستقبل.

1. رابطة عائلات قيصر

2. مبادرة تعافي

3. رابطة عائلات من أجل الحرية

4. حررني

5. رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا

6. مسار

7. تآزر Synergy

8. عائلات الحقيقة والعدالة 

9. الاتحاد العام للمعتقلين والمعتقلات

10. رابطة معتقلي سجن عدرا


الموقعون من المنظمات:
منظمة بادر للتنمية المجتمعية
منظمة عدل و تمكين
منظمة رؤيا
أمارجي_ لجان الديمقراطية السورية
النساء الآن للتنمية
التجمع الديمقراطي السوري
Cooperative for building and change
مجلس المعتقلين والمعتقلات السوريين SDC
فريق ورشة
مؤسسة اليوم التالي
Action for Sama
المجلس العربي 
منصة المجتمع المدني
شبكة أنا هي
مركز أثر الفراشة

منظمة صبارة
جمعية ليلون للضحايا
حملة المعتقلون أولا
جمعية جوهر للمشاريع التنموية
منظمة فنارات
منصة بانوراما اخبار سوريا
رابطة الطلاب الجامعيين في لبنان AUSL
منظمة غرّاس الأمل
المركز السوري للتنمية المجتمعية
Syrian Echoes of Freedom at McGill University
اتحاد الشباب الثوري
Friends of the Syrian People e.V
فريق سوريانا الامل
مبادرة رؤى من أجل سوريا
Amnesty منظمة العفو الدولية
دولتي
حقوقيات
الهيئة القانونية الكردية
العدالة من أجل الحياة/ Justice for life 
لأجل النسوية
سوريات عبر الحدود
مؤسسة عزتي التنموية
ضمة/ Damma hug
منظمة تآلف الإنسانية الدولية 

نقطة بداية- Start Point


Sign in to Google to save your progress. Learn more
الاسم الكامل *
هل التوقيع شخصي أم كمنظمة؟ *
اسم المنظمة (في حال التوقيع كمنظمة)
Submit
Clear form
Never submit passwords through Google Forms.
This form was created inside of The Syria Campaign.

Does this form look suspicious? Report