٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤
نحن الأفراد والمنظمات الموقعون أدناه، نعبر عن ادانتنا الشديدة لاحتجاز الشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي من قبل السلطات اللبنانية منذ ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ بناءً على مذكرة تعاون أمني مع السلطات المصرية. إننا نعتبر هذا الإجراء مثالًا صارخًا على ممارسات القمع العابرة للحدود، التي تُستخدم بشكل منهجي لإسكات الأصوات المعارضة والمدافعين عن حقوق الإنسان خارج حدود بلدانهم.
تم القبض علي الشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي عند عودته من سوريا، بموجب بلاغ صادر عن مجلس وزراء الداخلية العرب، بسبب اتهامات سياسية ملفقة في مصر، منها التحريض على زعزعة استقرار الدولة ونشر أخبار كاذبة. وتأتي هذه الاتهامات في سياق أحكام قضائية مسيسة صدرت بحقه، من بينها حكم بالسجن ثلاث سنوات بتهمة نشر أخبار كاذبة، وثلاث سنوات أخرى بزعم الإساءة إلى القضاء. هذه الأحكام تندرج ضمن سلسلة من الممارسات القمعية التي تنتهجها السلطات المصرية لإسكات الأصوات المعارضة داخل البلاد وخارجها، بما يشمل الملاحقات الأمنية والقضائية الزائفة، الإدراج على قوائم الإرهاب، المراقبة الأمنية ،حملات التشوية والتضييق الممنهج على المعارضين والمدافعين في الخارج.
في حالة ترحيله لمصر عبدالرحمن مهدد بخطر التعذيب، الإخفاء القسري، الحرمان من الرعاية الطبية، وغياب ضمانات المحاكمة العادلة إذ تمتلك مصر سجلًا طويلًا في ممارسة التعذيب الممنهج ضد النشطاء السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، كما وثقت منظمات مثل العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش حالات متعددة للتعذيب بالصعق الكهربائي والضرب المبرح والذي يصل لدرجة الوفاة كحالة الباحث أيمن هدهود والباحث الايطالي جوليو ريجيني. تُشير تقارير إلى تزايد الإخفاء القسري كأداة قمعية، مع احتجاز المعارضين المرحّلين في ظروف قاسية وغير قانونية. إضافةً لذلك، يُحرم السجناء من الرعاية الطبية الكافية، مما يؤدي أحيانًا إلى وفيات، كما في حالة الرئيس الأسبق محمد مرسي.
وقد وثقت منظمات مثل المنبر المصري لحقوق الأنسان، مركز ديمقراطية الشرق الأوسط وفريدوم هاوس وجهات أممية بالأمم المتحدة أيضًا حالات إخفاء قسري لمعارضين تم ترحيلهم إلى مصر من دول أخرى، حيث احتُجز هؤلاء الأفراد فور وصولهم إلى البلاد، ولم يُكشف عن مكان وجودهم لفترات طويلة، مما عرضهم لخطر التعذيب وسوء المعاملة. من أبرز الحالات التي تم توثيقها، ترحيل معارضين من دول مثل الكويت والنمسا، حيث أُعيدوا إلى مصر رغم المناشدات الحقوقية بعدم تسليمهم، وانتهى بهم الأمر في ظروف احتجاز قاسية وغير قانونية وضحايا لممارسات تعذيب بدني ونفسي وحرمان من حقوقهم الأساسية.
إن احتجاز عبد الرحمن يوسف يمثل استغلالًا غير مشروع للاتفاقيات الأمنية الدولية لتصفية الحسابات السياسية مع المعارضين، ويُظهر توجهًا خطيرًا نحو توظيف التعاون الأمني الدولي كأداة لقمع الحريات الأساسية وتقييد حق الأفراد في التعبير عن آرائهم. ونُذكر السلطات اللبنانية بالتزاماتها الدولية، ولا سيما بموجب اتفاقية مناهضة التعذيب التي وقع عليها لبنان، والتي تُحظر بشكل قاطع ترحيل أي شخص إلى دولة توجد أسباب جدية للاعتقاد بأنه سيكون معرضًا فيها لخطر التعذيب أو سوء المعاملة.
نطالب بما يلي:
الإفراج الفوري وغير المشروط عن الشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي من قبل السلطات اللبنانية.
احترام السلطات اللبنانية بالتزاماتها الدولية بحماية حقوق الإنسان، ووقف أي إجراءات قد تؤدي إلى تسليم عبد الرحمن يوسف القرضاوي إلى السلطات المصرية، حيث يواجه خطر الاضطهاد السياسي وافتقار أي ضمانات محاكمة عادلة.
دعوة المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى التحرك العاجل للتصدي لممارسات القمع العابرة للحدود، بما في ذلك الضغط على الدول التي تستغل الاتفاقيات الأمنية الدولية لقمع الأصوات المعارضة.
التأكيد على ضرورة محاسبة الدول التي تستخدم هذه الأساليب في انتهاك الحريات الأساسية وضمان احترام المبادئ الدولية لحقوق الإنسان.
المنظمات والأحزاب الموقعة:
Does this form look suspicious? Report