سياسة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات
نحن المسلمين نعتقد بأن الحوار.. واجب ديني .. ومنهج حضاري .. ومسلك أخلاقي .. والحوار بفهمنا .. يبقى وسيلة .. فالحوار ليس غاية لذاته .. الحوار وسيلة حكيمة لتحقيق غاية جليلة ألا وهي التعارف ( وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ) والتعارف عندما يقوم بين الأمم يفتح بابا رحبا للتفاهم ( تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ ) والتفاهم عندما تتبلور قيمه ومبادئه وسلوكياته يكون منطلقا للتعاون ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ) والتعاون يشجع ويعزز ثقافة التنافس في ميادين التنمية والإبداع والارتقاء ( فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ) ويوم تشمخ شجرة ثقافة التدافع والتنافس بين الناس .. يصرف الفساد عن الأرض ( وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ ) وبالتفاهم والتعاون والتدافع .. تصان المقدسات وتحترم الخصوصيات الدينية والثقافية ( ولَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ) ويوم تنهض وتشمخ صروح ثقافة التعارف والتفاهم والتعاون والتنافس والتدافع بين الناس .. يومئذ تبدأ مسيرة التعايش العادل والآمن بين المجتمعات .
مجاهد بن حامد الرفاعي
باحث سياسي