Published using Google Docs
إسكات الكلب العاوي يوسف بن عبدالله القرضاوي
Updated automatically every 5 minutes

إسكات الكلب العاوي

يوسف بن عبدالله

القرضاوي

 

تأليف

 

أبي عبدالرحمن مقبل بن هادي الوادعي

 

رحمه الله تعالى

 

المتوفى 1422هـ

 

 

 

 

 

 

حقوق الطبع محفوظة

دار الآثار

1426هـ _ 2005م

 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه, كما يحب ربنا ويرضى, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد: فمن باب قول الله عز وجل: ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ ,ومن باب قول الله عز وجل: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ ,ومن باب قول الله عز وجل: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ , ومن باب قول الله عز وجل أيضا: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ , ومن باب قوله عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا

أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴾.

وفي الصحيحين عن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلىَ آلِهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ, فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ, وَالْمَكْرَهِ والْمَنْشَطِ, وَعَلىَ أَلَّا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ, إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ فِيْهِ مِنْ اللَّهِ بُرْهَانٌ, وَعَلىَ أَنْ نَقُولَ الحَقِّ أَيْْنَمَا كُنَّا لَا نَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ.

وفي مسند أحمد من حديث أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أمره بسبع, ومنها: وأن أقول الحق ولو كان مُرا.

وفي صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:

« مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ, فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ, فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ, وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ ».

وفي صحيح مسلم من حديث تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه قال: قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: « الدِّينُ النَّصِيحَةُ » قِيْلَ: لِمَنْ يا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: « لِلَّهِ, وَلِكِتَابِهِ, وَلِرَسُولِهِ, وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ ».

وفي الصحيحين من حديث جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بَايَعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ,  وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ.

هذه الأدلة تُحتِّم على المسلمين, وعلى علماء أهل السنة حفظهم الله تعالى أن يقوموا بواجبهم في الرد على المبتدعة, وإنني أحمد الله

سبحانه وتعالى فقد ردوا على الصابوني وضاع وماع, وردوا على الطحان وطحنوه, وردوا على الترابي فألصقوا أنفه بالتراب, وأرغموا أنفه, وما قام أهل السنة على مبتدع وردوا عليه, إلا ذل وهان, وصدق رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إذ يقول: « وَجُعِلَت الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي ».

ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾.

أولئك الذين تنكروا لدين الله, فإن الله سبحانه وتعالى يذلهم, وصدق ربنا عز وجل إذ يقول في كتابه الكريم: ﴿ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ﴾ , إذا أهان الله شخصاً؛ لو نَفَخَتْه الإذاعات, وكذلك أيضا الصحافة أو غيرها, ما نفعه ذلك, وصار كلام الإذاعات والصحافة وبقية وسائل الإعلام صار نباحاً, وقد أُلِحَّ عليَّ في الرد على القرضاوي مراراً, حتى سمعت ما لا يجوز أن يُسكت عنه, فبدأت بالرد على بهذه السلسلة الأولى, وننصح الإخوة أن من كان لديه كلام أو صحيفة فيما يتعلق بالقرضاوي فليرسلها إلينا, وسميت الرد

( إسكات الكلب العاوي يوسف بن عبدالله القرضاوي ).

سيقول بعض الحزبيين عالم من العلماء وسميته: كلبا عاوي! أمَّا

هذه فكبيرة يا أبا عبدالرحمن, عالم من العلماء! ومفتي قطر!.

اسمعوا إلى قول الله عز وجل: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ﴾ ,ويقول: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ﴾ , ويقول: ﴿ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ﴾.

فأقول: يا هذا, عبدالله بن سبأ اليهودي, الذي خرج من صنعاء, ووصل إلى المدينة, يُظهر الزهد والتقى والعبادة والغيرة على الإسلام, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ثم بعد ذلك بذر الفتنة, وصار سبباً لكثيرٍ من الفتن, فلا بد أن نعرف السني من الحزبي.

أنا ما أقول: أنه نصراني ولا إنه يهودي, ولكن يُسأل, فإن شبهاته خطيرة.

في يومنا هذا أخبرني الأخ صالح البكري؛ أنه سمع كلمةً له في شريط أنه يقول: أن هذا اليهودي فاز بتسعة وتسعين في المائة, وأن هذا الأمر لا يحصل عليه الله! ولو صوَّت الناس لله ما حصل على تسعة وتسعين في المائة, هذا الكلام ضلال مبين, إن أراد أن يفضل اليهودي على الله سبحانه وتعالى فهو كافر, وإن أراد أن اليهود والنصارى, والبوذية, وعُباد البقر, وعُباد الفروج, وغير ذلك كثير وهم لا يصوتون لله, فهذا أمر آخر, ولكنه ضلال مبين.

فإن الله ربنا عز وجل لا يحتاج إلى التصويت, فهو سبحانه وتعالى الذي يقول للشيء كن فيكون, وهو الذي أهلك فرعون, وهو الذي أهلك قارون, وهو الذي أهلك أُمَماً متكاثرة, ممن طغوا ووقفوا في وجوه أنبياء الله عز وجل, وأنتصر أنبياء الله نصراً عاجلاً وآجلاً.

التصويت لا يحتاج إليه إلا البشر الضعيف, حتى مشايخ القبائل ترى أحدهم وقت التصويت قد نَشِفَ ريقه ويدار الناس: أبشروا بالمشاريع, أما ربنا فهو الغني: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ ﴾.

كفرت يا قرضاوي أو قاربت, القرضاوي هذا هو الذي يقول

عبدالمجيد الزنداني: لا أعلمه إلا مجاهداً.

مجاهد ولكن؟ لنصر الشبهات على الإسلام, أيضاً يهنئ إسرائيل على الانتخابات العادلة.

يا هذا, الانتخابات طاغوتية, جاءتنا من قِبل أعداء الإسلام, فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ﴾ , ويقول عز وجل: ﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾.

بإذن الله تعالى سيخرج كتاب بهذا العنوان:

( إسكات الكلب العاوي يوسف بن عبدالله القرضاوي ).

وبعد ذلك يأتي عقيل المقطري لا بارك الله فيه, ويحتفل بيوسف القرضاوي, كما أحتفل بمحمد سرور, وترفع قضية أخرى إلى القضاء, يا قرضاوي, صاحبك الزنداني يأتي كلية الإيمان, وقد أصبح منبوذاً, فلم تنفعه حزبيته , ولم تنفعه تجارته, ويتمنى: يا ليت لي الشعبية التي كانت عندي, ولو كنت فقيراً, فأنت يا قرضاوي أيضاً بإذن الله تعالى ستطرد من قطر؛ لأن قطر دولة مسلمة, وقد أوقفت الطحان لما رأت العلماء يرون عليه, أوقفته وأسكتته, قطر من أحسن البلاد الإسلامية, ما يصبرون على هذا الملبس الذي قد ظهر ضلاله وفساده وإفساده.

مسألة تولية المرأة يقول: لا بأس أن تكون رئيسة؟ والرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يقول كما روى البخاري

 في صحيحه من طريق الحسن البصري, عن أبي بكرة: « لَا يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً », والقرضاوي عالم السوء, الذي يقول فيه وفي أمثاله نبينا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: « أَخْوَفُ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةُ الْمُضِلُّونَ » رواه أبو داود من حديث ثوبان.

ويقول أيضا: « أَخْوَفُ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي مُنَافِقٌ عَلِيْمُ اللِّسَانِ ».

وأنا أظن أن الشيطان تفرغ ليوسف القرضاوي؛ يلقي في قليه هذه الوساوس, ويأتيك بالأخبار من لم تزود, وستأتي أشياء عن القرضاوي وأشياء وأشياء.

بحمد الله قد صار أصحابك في اليمن مفلسين, إنها سنة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلىَ آلِهِ وَسَلَّمَ لسنا  الذين هزمناهم؛ ولكن وعيد شديد: « فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي », متفق عليه من حديث أنس رضي الله عنه, تهديد, لست من النبي, وليس النبي منك.

وروى الإمام أحمد في مسنده عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: « إنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةٌ, وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ, فَمَن كَانَت فَتْرَتُهُ إلَى سُنَّتِي فَقَدِ اهْتَدَى, وَمَن كَانَت فَتْرَتُهُ إلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَد هَلَكَ ».

القرضاوي والترابي يا عبدالمجيد الزنداني يعتبرون هلكى إن لم يرجعوا إلى الله عز وجل.

دعونا من الحزبية, فإن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يقول كما في " الصحيحين "

من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه يقول, وقد تخاصم أنصاري ومهاجري؛ فقال الأنصاري: يا للأنصار, وقال المهاجري: يا للمهاجرين, فقال النبي  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: «أَبِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ؟ دَعُوهَا؛ فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ ».

ويقول أيضاً كما في الصحيحين من حديث ابن مسعود: « لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ, وَشَقَّ الْجُيُوبَ, وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ ».

دعوى الجاهلية تشمل الحزبية شمولاً أوليا, دعوى الجاهلية تشمل التعصب القبلي شمولاً ثانويا؛ لأن التعصب القبلي ليس مقعداً كالحزبية, وهكذا يشمل التعصب المذهبي, استسلام وانقياد لله عز وجل: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ ﴾. انقياد.نَهبُ أنفسنا لله عز وجل .

ماذا تفعل يا عبدالمجيد الزنداني وقضيتك التي ترفعها إلى القضاء, أنت وأصحابك مطعون فيكم؛ لأنكم تُحَرِّفون الكلم عن مواضعه, ملبس كذاب, هل بلغتكم الأشرطة أنني تكلمت في عرضه؟ الجواب: لا, وهذه الأشرطة موجودة لكن التلبيس؛ ما بقي من زمن قديم معهم إلا التلبيس.

من زمن وهم يعرفون عجزهم وإفلاسهم من العلم, وأنهم محتاجون إلى ذلك, ولا يستطيعون أن يواجهوا.

ماذا مع عبد المجيد الزنداني؟ معه: الأرض تدور. والشمس ثابتة, الإعجاز العلمي في القرآن لعله أخذه من بعض الأطباء, وإلا فهو صيدلي, أخذه من بعض كتب الأطباء, يجب عليه أن يأتي ويدرس عند أهل السنة: لا ينال العلم مستحٍ ومتكبر.

ما شاء الله رئيس كلية الإيمان! وصدق الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إذ يقول: « إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا ».

نحن لسنا نرفع القضية يا عبدالمجيد قضية تلبيسك, لسنا نرفعها إلى النيابة, ولا إلى القضاء, لكن في وقت السحر نرفعها إلى ربنا عز وجل, أن يفضحك أمام الأشهاد في الدنيا والآخرة, كفى تلبيسا, وارجع وتب إلى الله وأنت أخونا, إذا رجعت وتبت إلى الله, وتبرأت من الحزبية, وتبرأت من التلبيس, ومن الدعوة إلى وحدة الأديان, وإلى غير ذلك مما هو موجود في أشرطتك فأنت أخونا.

ونرجع إلى القرضاوي, زارني زائرون من الجزائر فقالوا: أتانا القرضاوي ومحمد الغزالي إلى الجامعة, والشباب والشابات يئنون ويتألمون من الاختلاط, فقال القرضاوي: على المرأة أن تتعلم؛ أنا قد أرسلت واحدة من بناتي إلى الخارج, وواحدة تدرس في الكويت-أظنه كان باقياً في الكويت- وواحدة في كذا وكذا المسألة دعوة إلى

الضلال, وتلبيس على الطلبة والطالبات الجزائريين, وبحمد الله فهموا قصده الخبيث, وكرهوه ونفروا عنه.

وحق لنا أن نتمثل بقول الشاعر:

عنوا يطلبون العلم في كل بلدة *** شباباً فلم حصلوه وحشروا

وصح لهم إسناده وأصوله *** وصاروا شيوخا ضيعوه وأدبروا

فمالوا على الدنيا فهم يحلبونها *** بأخلافها مفتوحها لا يصرر

فيا علماء السوء أين عقولكم *** وأين الحديث المسند المتخير

ويقول الآخر:

آه من دهر خؤون أهله *** لا يرون العلم للدين شعارا

طلبوا علما بماضي عمرهم *** حالهم أحسن إذ كانوا صغارا

فإذا ما الشيب في أذقانهم *** ملئوا الآفاق ظلما وبوارا

واجب على علماء السنة: أن يجمعوا أشرطته؛ وأن يجمعوا الصحف التي نشر فيها؛ وأن يبينوا للمسلمين حاله؛ لابد من أشرطة تخرج بين المسلمين وكتب, ويُطحن كما طُحِن الطحان " إقامة البرهان على ضلال عبدالرحيم الطحان  " .

بعض الشباب في مصر يشترون الكتب ويتعجبون من هذا العنوان ما هذا؟ الداعية الكبير عبدالرحيم الطحان! والوادعي يقول: إنه ضال! والحمد لله هدأت المسألة .

أصحاب جمعية الحكمة لا بارك الله فيهم, من اليمن يقولون:

الطحان عالم وفاضل, وله أخطاء كغيره.

لاتبالي إذا ظهر لك الحق بمن خالفك, وترفَّق بالعلماء الأفاضل ولا تتنقص العلماء الأفاضل, حتى وإن ظنوك مخطئا, وإن ردوا عليك ترفق بهم, وتنزل الناس منازلهم, أما هذا الذي تأتينا منه كل يوم داهية, فلا بد من بيان حاله للمسلمين ليحذروه, يجب أن تستحي دولة قطر على نفسها, وأن تطرد ذلكم الرجل الفاسد المفسد.

 نحن لسنا مفوضين في دين الله: ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ﴾, ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾.

والرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: « إِذَا أَمَرْتُكُمْ بأمر فأتوا منه مَا اسْتَطَعْتُمْ, وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ ».

 

السؤال 1: قال في جريدة الدعوة العدد خمس وستين, جمادى الأولى / 1418هـ: وقد قامت المرأة بدورها في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى أن أول صوت ارتفع في تصديق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتأييده كان صوت امرأة هي: خديجة رضي الله عنها ؟

 

الجواب: أخديجة هي التي جعلت رسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم نبيا؟ أم الله عز

وجل: ﴿ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾, ﴿ اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ ﴾.

الله سبحانه وتعالى هو الذي اصطفى محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم: « إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَة,َ وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ, وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ, فَأنَا خِيَارٌ مِنْ خيرٍ مِنْ خِيَارِ » رواه مسلم بهذا المعنى.

﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ * فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ ﴾.

النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يحتاج إلى تصويت, ولا يحتاج أيضاً إلى انتخابات, فالله هو الذي اصطفاه, وهو الذي أيده بالمعجزات: انشقاق القمر, كما في حديث أنس, وبحنين الجذع, وبتكثير الطعام القليل, وبتكثير الماء القليل.

وأيده بإخبار كتب المتقدمين, قبل أن توجد خديجة: ﴿ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ﴾.

فالله سبحانه وتعالى قد علم أنه سيبعث نبيه محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم وخديجة

رضي الله عنها آزرت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونَصَرَتْه, وأيدته بمالها, وبرأيها, أما أن نقول: سوسته, فالرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول في النساء: « نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ », يقول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة: « اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ؛ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ, وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ, فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ, وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ؛ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ ».

ويقول أيضاً: « رُوَيْدَكَ يَا أَنْجَشَةُ بِالْقَوَارِيرِ ».

يشبههن بالقوارير لضعفهن, وضعف بنيتهن, وضعف رأيهن, ويرد على هذا بأن أم سلمة قد أشارت على رسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم الله بأمر فَقَبِلَه, وتحقق بإذن الله ما أراده رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم, لا يرد ذلك.

فالأصل في النساء أنهن ناقصات عقل ودين, لكن لا يمنع أن توجد امرأة لها رأي ولها حصافة رأي, كما قال النحويون في قولهم: الرجل أفضل من المرأة, أي: في الغالب, ويقول القرضاوي: إن بعض النساء خير من كثير من حكام المسلمين, والصحيح أن هذه جرأة على حكام المسلمين, صحيح أن بعضهم قد يكون ما عنده فهم للسياسة, لكن بعضهم داهية.

والله لو جاءت لليمن امرأة لثارت الفتن في أسرع وقت, الحرب القبلية, والحروب أيضا بين العساكر أنفسهم, وما تدري إلا وهي هاربة وتاركةٌ الشعب يتقاتل, ولكن الصحيح أن الله سبحانه وتعالى

هيأ لليمن رئيساً ألمعيّاً بحمد الله, ويا حبذا لو يهديه الله للسنة, ادعوا له يا أهل السنة أن يهديه الله إلى السنة, نسأل الله أن يهديه إلى السنة, وأن يصلحه ويصلح به, ونسأل الله أن يدفع عنه كل سوء ومكروه.

ونسأل الله أن ينتقم من الشيوعيين, ومن وقف في وجهه, فما يدرينا أن اليمن لو حصل عليه شيء تشتعل ناراً, نحن لا نقول: ما عنده جور, وما عنده ظلم, لكن الرجل ألمعي, ذكي إلى النهاية.

حتى أنه زارني زائر من المشتغلين بالسياسة, وهو من الخارج, في وقت روسيا وأمريكا, فقال: أنا أعجب من رئيسكم؟ يعني أن الرؤساء إما أن يميلوا إلى أمريكا, وإما أن يميلوا مع روسيا, وهو مع هؤلاء ومع هؤلاء, فنسأل الله أن يصلحه, وأن يدفع عنا وعنه كل سوء ومكروه, وأن يهديه إلى الكتاب والسنة, والعمل بالكتاب والسنة, وأن يرزقه التوكل على الله سبحانه وتعالى.

الصحيح أن حكام المسلمين مهزوزون من أمريكا, ومن أعداء الإسلام, لكن لو قوي إيمان واحد منهم لالتف المسلمون كلهم معه, واستطاع أن يدوخ أمريكا وغيرها, ولا نقول كما يقول القرضاوي: إن بعض النساء تستطيع أن تدبر الأمور أحسن من حكام المسلمين.

ومن أباطيل القرضاوي التي تكاد أن تنشق لها الأرض, وتكاد أن

تُظْلِمَ الدنيا بسببها قوله: نحن لا نقاتل إسرائيل من أجل الإسلام, ولكن نقاتلها من أجل الاحتلال.

فأقول: لعل الرجل قد أصبح مختلاً, بل فيه دسائس تدل على خبث, وإلا كنا نقول: لعله قد أصبح مختلطاً, ويوجد من يكتب على لسانه, فإن هذا ممكن؛ لأن هذا كلام لا يقوله عامي.

المسلمون يقاتلون أعداء الله من أجل أن يسلموا: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ﴾, ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾, ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾, حتى تعطيهم أرضك!! ﴿ حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾, لو أعطيتهم ما أعطيتهم وأنت لا تتبع ملتهم؛ فإنهم لا يحبونك, فهذه تعتبر كبيرة من الكبائر, بل إجرام وضلال مبين, رب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ﴾.

ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿ لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ

إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ﴾.

فمسألة (يقاتل الكفار) كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لمعاذ بن جبل: « إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْماً مِن أَهْلِ الكِتَابٍ؛ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ, وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ».

أول شيء شهادة أن لا إله الله, ما هو قتال لأجل الوطن: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ﴾.

القتال يكون لأجل أن يسلم أولئك: « أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ, وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ, وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ, وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ, فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ, وَأَمْوَالَهُمْ, إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ, وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ ».

وفي الصحيحين من حديث ابن عمر, وحديث بريدة في صحيح مسلم, أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال له: « ادْعُهُم إِلَى الإِسْلامِ, فََإِنْ أَبَوا فَالجِزْيَةُ, فََإِنْ أَبَوا فَالقِتَالُ ».

وحديث علي ابن أبي طالب, في الصحيحين عند أن أعطاه الراية وقال له: « انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ, ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ, فََإِنْ أَبَوا

فَادْعُهُم إِلَى القِتَالُ ». أو بهذا المعنى.

لا بد من أن تكون الدعوة لأجل الإسلام, لأجل إصلاحهم, ما نقاتلهم لأجل أن نأخذ أموالهم, يجوز للمسلم أن يقاتل دون أرضه, لكن الإسلام أقدم.

فالرجل أعمى بصيرة, وإننا إن شاء الله, سنتتبع رؤوس الإخوان المسلمين واحداً واحداً, ما نذهب إلى هؤلاء الغثاء, حتى لو كتبوا في الجرائد غثاء, ما نبالي بهم, ولا نلتفت إليهم:

يشتمني عبدُ بني مِسمَعي *** فصنت عنه النفس والعِرض

ولم أجبه لاحتقاري لهُ *** من ذا يَعُضُّ الكلب إن عض

فأنت يا زيد الشامي كلامك هراء, ولا نبالي به والحمد لله, لكن الذي تنشرونه في جريدة الصحوة من قول محمد اليدومي للاشتراكيين: إننا معكم, هذا قول رجل لا يخاف الله سبحانه وتعالى: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾, ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ ﴾.

نحن من زمن ومنذ عرفنا الشيوعية نقول لهم: لسنا معكم, ونحن نتبرأ إلى الله منكم, وندعوكم إلى الإسلام, إلى التوبة؛ فإن التوبة

تجب ما قبلها, وربنا عز وجل يقول في كتابه الكريم: ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾.

ويقول سبحانه وتعالى: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ﴾.

ننصح المنتمين إلى الحزب الاشتراكي أن يبولوا على هذا الحزب, وعلى هذه البطائق, وأن يتوبوا إلى الله, كفى ما فعلوه بالمسلمين الأبرياء في عدن, وفي حضرموت, وفي جميع المحافظات الجنوبية, فعليهم أن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى, أنتم يمنيون ومن أبناء اليمن, أهنتموه بالاشتراكية, أهنتم اليمنيين أيضا بما نشرتموه من إذاعة عدن في وقت ولايتكم, عليكم أن تتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى, وتنبذوا هذا الحزب الخبيث, وتلكم التفجيرات, واجب على كل مسلم أن ينبذ الاشتراكيين, وإذا رأى اشتراكياً يفجر ينبغي أن يُبَلِّغ به, وإذا ثبت عليه ذلك ينبغي أن يُقْتل وأن يعلق برجليه في صنعاء أسبوعاً, وفي صعدة أسبوعاً, وفي تعز أسبوعاً, وفي الحديدة أسبوعاً, ويعطون له علاجاً من أجل ألا يتعفن, ولن تروا أحداً

يفجر, فهذا هو الواجب.

وأنت يا على عبدالله, كم لك مدارة؛ الشيوعي يفجر أو يقاتلك, ثم بعد ذلك تعطي له سيارة, وتعطي له منزلاً, وما تنفع مع هؤلاء اللؤماء المدارة, لا بد من حزم, لكن بعد التأكد, إياك أن تظلم مسلماً, بعد التأكد من أنه رجل شيوعي, وأنه لغَّم أو فجر, فينبغي أن يكون عِبرةً للآخرين, ويجب على الشعب كله أن يراقبوا هؤلاء الفاسدين المفسدين.

إخواننا في المحافظات الجنوبية حفظهم الله ودفع عنهم كل سوء ومكروه, يتذكرون ماذا فعل بهم الحزب الخبيث, لو أعطاهم ما أعطاهم, فليس بشيء بجانب ما فعل بهم, ففي ذات مره: أخذوا البنات في شبوة –إلا أناس من بني الحارث جزاهم الله خيراً دافعوا عن بناتهم- فقال أولياء أمورهن: ما تريدون بهن؟ قالوا: نعلمهن الغزل والنسيج والخياطة –كان ذلك في وقت سالمين- وبعد ذلك جمعوهن وأتى سالمين وقال: ما هذا؟ قالوا: هؤلاء بنات أخذناهن من أجل أن نعلمهن الغزل والنسيج, فقال: أنتم الآن تحاربون وتنفرون عن الاشتراكية وعن الشيوعية.

وكم من شخص دفنوه حيا, وكم من شخص لا يُدرى إلى الآن أين هو, أنرضى بكافر لو فتح لنا الأنهار, مع أنهم أفقروا الشعب في المحافظات الجنوبية, وأخذوا مصالحه, فواجب علينا جميعاً أن

نلاحق أولئك الفاسدين المفسدين, والله المستعان.

فالمسلمون الحمد لله في خير من فضل الله, ما بقي على العلماء إلا أن يتركوا الحزبية, وأن يرجعوا إلى الله, وأن يشتغلوا بالتعليم.

كم طالباً خرج على يديك يا عبد المجيد الزنداني؟ وكم طالباً على يديك يا عبد المجيد الريمي؟ وكم طالباً خرج على يديك يا محمد المهدي الشرير الكاذب؟

الحزبية ضياع, وفساد في فساد في فساد , وخراب في خراب في خراب.

نحن نبرأ على الله من الحزبية, ونحن مع الكتاب والسنة, ونرجوا أن نكون من حزب الله.

والذي يقول: إننا نقول: لا يدخل الجنة إلا الذي يدرس في دماج, فهذا كذاب أشر, لسنا راضين عن أنفسنا, وعسى أن نكون من جماعة المسلمين, وعسى أن نكون أيضاً من حزب الله.

القرضاوي يقول في بعض كتبه: إن الجماعات الإسلامية مصحة إسلامية, يا هذا ما دليلك على ما تقول؟ الحزبيات خططتها أمريكا, وأعداء الإسلام, هم الذين خططوها, ولو لم يكن لهم مصلحة ما ساعدونا وقت الانتخابات بملايين الدولارات.

فأنا أتحداك يا مؤلف "فقه الزكاة" أن تأتي بدليل واحد على جواز

تعدد الجماعات, أما نحن فيقول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: « إِنَّ يَدَ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ », ما قال: مع الجماعات, ويقول: « فَإِنْ لَم يَكُن لَهُم إِمَامٌ وَلَا جَمَاعَةٌ ».

ما قال: الجماعات, ويقول أيضاً: « مَن خَرَجَ عَنِ الطَّاعَةِ, وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ », ولم يقل: الجماعات, ويقول أيضاً: « مَن فَارَقَ الْجَمَاعَةَ قِيدَ شِبْرٍ فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً », ما قال: الجماعات.

ائتني بحديث واحد في الجماعات, بل الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾, ويقول: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ﴾, ويقول: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾, ويقول: ﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ﴾.

المسلمون يجب أن يكونوا يداً واحدة: « الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا », و « مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ في تَوَادِّهِمْ, وَتَرَاحُمِهِمْ, وَتَعَاطُفِهِمْ, مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ, تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ».

يجب أن يُحْجَر على يوسف القرضاوي, حتى يختبره طبيب نفسي, يخشى أن يكون قد غسل دماغه أعداء الإسلام, وأصبح يهوس, وهكذا أمثال القرضاوي يجب أن يحجر عليه, مثل عبد المجيد الزنداني, يجب أن يحجر عليه, حتى يتوب إلى الله عز وجل, ما يكون شأنهم كما قيل:

وغير تقي يأمر الناس بالتقى *** طبيب يداوي والطبيب مريض

إذا كانوا يعالجون الناس فهم مرضى: أيها الناس ازهدوا في الدنيا؟ وأنت أين تجارتك؟ هذا كلام عبد المجيد الزنداني, ازهدوا في الدنيا, واتقوا الله, وقدموا لإخوانكم المجاهدين, وأنت من أين لك هذه التجارة الكبيرة؟ فالمسألة لصوصية, وبنوك سويسرا وغيرها, لسنا نبرئ أنفسنا ولسنا نقول: ما في اليمن إلا عبد المجيد يأخذ, نعم فيه غيره يأخذ.

يجب أن تحمدوا الله عز وجل يا أهل السنة, الناس قد عرفوكم, وعرفوا صدقكم, وعرفوا دعوتكم, وعرفوا إخلاصكم, وأنكم تدعون لله لا تريدون من أحد من الناس جزاءاً ولا شكورا, فيجب أن تحمدوا الله, ويجب أن تزهدوا الزهد الحقيقي.

عايض مسمار له كتاب بعنوان: "زيط وزراميط" ذكر فيه حال الإخوان المسلمين, قال: مثل امرأة كانت ما تأكل إلا على رأس الإبرة, وزوجها يتعجب كيف هذه المرأة ما تأكل إلا على رأس

الإبرة, كيف تعيش هذه المرأة؟ ويوم من الأيام تركها تذهب ترعى, والظاهر أنه قدم لها طعاماً وجعل بينه شيء من الجلود وفتَّه, وبينه إداماً, وبعدها قدم لها الطعام, وجعلت تأكل والجلود بينه, وسقط فأر صغير فأكلته, فصاح وهي تأكله: زيط, فقالت: زيط وزراميط.

 

السؤال 2: سألت صحيفة أمريكية القرضاوي قائلة: السؤال الكبير: ما العلاقة بين العالم الإسلامي والغربي؟ فأجاب القرضاوي بجواب طالب فيه الغرب بعدة مطالب هي: أن يعترف الغرب بحق الإسلام في الوجود, وبحق المسلمين أن يعيشوا بإسلامهم. وأن يؤمن الغرب بأن الحياة تتسع لأكثر من دين, وأكثر من ثقافة, وأكثر من حضارة, ثم قال بعد هذه المطالب: إن هذا التنوع من صالح البشرية, ليس ضد مصالحها, ولا يمكن أن تفرض حضارة واحده أو يفرض دين واحد نفسه على العالم كله ... لذا نقول: إنه ليس هناك بأس من تعدد الأديان, وتعدد الحضارات والثقافات, وأن تكون العلاقة بينهم علاقة الحوار, لا علاقة الصراع... انتهى من كتاب " الإسلام والغرب, مع الدكتور يوسف القرضاوي ", وهذا الكتاب كان حواراً أُجْرِي من قِبَل الصحفي حسن علي زبا, وحوارين من قِبَل مسئولة أمريكية, وصحيفة أمريكية يقال لها: ديفيز, فما تعليقكم حفظكم الله تعالى على ذلك ؟

 

الجواب: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه, كما يحب ربنا ويرضى, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد: فتكميلاً لسلسلة " إسكات الكلب العاوي يوسف بن عبدالله القرضاوي " ذلك الرجل الذي يعرض الإسلام للانتقادات, ويساوم بالإسلام, والذي أزرى بدين الإسلام عند أعدائه, ونبذ عزة الإسلام, يقول الله عز وجل في كتابه الكريم: ﴿ بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ﴾, ويقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ﴾.

ويقول أيضاً في سورة المنافقون: ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾.

يوسف القرضاوي في بدء أمره كانت به غيرة على الإسلام, كما في ترجمته من كتاب المجذوب" علماء ومفكرون عرفتهم ", ومن أسرة عريقة في الإسلام, وأراد الآن أن يطعن في الإسلام, وقد كنا تكلمنا على كلية الإيمان في ثلاثة أشرطة, وبعد الانتهاء من الرد على

القرضاوي, إن شاء الله نبدأ في الرد على الرجل الخطير, الذي يعتبر من أخطر الإخوان المفلسين, وهو: صلاح الصاوي, فإن شاء الله فليترقب هو ومن يدعوه إلى اليمن, فليترقبوا شريط أو أشرطة: " الكاوي لدماغ صلاح الصاوي, " بإذن الله تعالى, أما هذا القرضاوي فيقول كلاماً يسلي به على ملحد, أو على زنديق, أو على يهودي, أو نصراني, ويزداد المسلمون كراهية للقرضاوي, إن أناساً يزعجهم أن تُنشر سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأن يُدافع عنها, فهم مستعدون أن يدافعوا بل مستميتون في سبيل الدفاع عن باطلهم, وإني أذكرهم بما رواه أبو داود في " سننه " عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رضي الله عنهما, قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « مَنْ خَاصَمَ فِي بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَمُهُ لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى يَنْزِعَ عَنْهُ », وأذكرهم بقول الله عز وجل في كتابه الكريم: ﴿ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ﴾, وقول الله عز وجل: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾, إن المسألة والخصام الذي بيننا وبين الإخوان المسلمين, لا تستطيع حكومة أن تفصله, ولا يستطيع شيخ قبيلة أن يفصله, من الذي يستطيع ؟ العلماء الراسخون هم الذين يحكمون بين المختصمين؛ بكتاب الله, وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم, وإلا فقد أخرجت

الحكومة علي السَّمَّان, وعبد الرحمن العماد, ولا أذكر من معهم, من أجل أن يصلحوا بيني وبين أهل صعدة, فلم يستطيعوا أن يصلحوا, وأخرجوا قراراً: كل واحد لازم يوقع على هذا القرار, أنه ما يتكلم أحد على الآخر.

فأنا قلت أمام الحاضرين: والله ما يجيء من هذا شيء, ومن ذلك الوقت وأهل صعدة يتكلمون فينا, ونحن نتكلم فيهم, وبحمد الله قد دمغت حجتهم من فضل الله سبحانه وتعالى, من الخطأ أننا نريد أن تتدخل الحكومة, تلزم السنيين بأن يكونوا بأن يكونوا حزبيين, أو تلزم الشافعية بأن يكونوا زيدية, أو تلزم الزيدية بأن يكونوا شافعية, وصلت دولة الإمام يحيى إلى الضالع, وكان المسئول هنالك شيعياً جلداً, أول ما باشرهم في الأذان: حي على خير العمل, وأنتم تعرفون أن إخواننا الشافعية وإخواننا أهل السنة لأن تذبحه أهون عليه من أن يؤذن بهذه البدعة, وبعد ذلك تمالئوا مع بريطانيا وأرسلت طائرتها تقصف المدن اليمنية, ولم تستطع أن تصل إلى صنعاء؛ لأنه لم يكن في ذلك الوقت طائرات, تمشي على وقود إلا قليل ولم تستطع أن تصل إلى صنعاء.

ومن السياسة الحمقاء أيضاً, سياسة الهاشميين عند أن استولوا على اليمن, أن يلزموا الشافعية أن يكونوا زيدية, هذه سياسة حمقاء.

الذي يجب علينا أن نتحاكم إلى الكتاب والسنة, أنا أسألكم الآن: ما الذي يضر عبد المجيد الزنداني أن يقول: أنا أتوب إلى الله من

حضوري المهرجان النسائي الذي عرض في عدن, ما الذي يضره إذا قال: أنا أتوب إلى الله من مصافحة النسوة النصرانيات في مطار صنعاء, ما الذي يضره إذا استسلم للسنة؟ يرفعه الله سبحانه وتعالى, نحن لسنا ندعوه أن يتبعنا, فلسنا أهلاً للاتباع, لكن ندعوه إلى أن يستسلم لسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم القائل فيها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: « وَجُعِلَتِ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي ».

نعم يا عبد المجيد الزنداني نبشرك, وقد يأتي من باب قول الله عز وجل: ﴿ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾, نبشرك أن الأشرطة الآن في أرض الحرمين؛ يسمعها المشايخ الذين يظنون أنك سني, وأنا الأشرطة الآن ستصل إلى بريطانيا, وإلى أمريكا, وإلى الإمارات, وإلى جميع البلاد الإسلامية, دع عنك أنها سَتُكْتب كتاباً, ويبقى عاراً عليك ما دامت السموات والأرض, فالتوبة التوبة, نحن ندعوك إلى التوبة, ونتحدى أيضاً جريدة الصحوة الكذابة أن تنشر تكذيباً للخبر الذي قلناه من أن امرأة حرست عبد المجيد الزنداني, وأن هذا كذب, نريد صراحة أن يعلم نساء إب اللاتي حضرن أن عبد المجيد كذاب, وإلا فانشروا أن عبد المجيد يقول: أتوب إلى الله عز وجل من حراسة النساء.

جاء في " صحيح مسلم " من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: سَهِرَ

رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مَقَدِمَهُ الْمَدِينَةَ لَيْلَةً, فَقَالَ: « لَيْتَ رَجُلًا صَالِحًا مِنْ أَصْحَابِي يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ » قَالَتْ: فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ سَمِعْنَا خَشْخَشَةَ سِلَاحٍ فَقَالَ: « مَنْ هَذَا؟ » قَالَ: سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ, فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: « مَا جَاءَ بِكَ؟ » قَالَ: وَقَعَ فِي نَفْسِي خَوْفٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَجِئْتُ أَحْرُسُهُ, فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, ثُمَّ نَامَ.

فصحيح أنه علامة على دنو الهمة, وسقوط الهمة, تأتي بامرأة تحرسك, ما تحتاج إلى امرأة تأتي وتحرسك يا عبد المجيد.

يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ﴾, ويقول: ﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾.

أين أحسن لعبد المجيد الزنداني: أن يأخذ دواته وقلمه وقرطاسه, ويرد على الوادعي, أو يذهب يبكي عند مشايخ القبائل, الله المستعان, يذهب يبكي عندهم, الأولى بك يا عبد المجيد أن تأخذ قرطاسك وقلمك ودواتك, وتكتب الرد على أبي عبد الرحمن الوادعي, وإن أحببت أن أعطيك اسماً لكتابك, فأنا أعطيك اسماً لكتابك, اسماً كبيراً ضخماً.

المسألة أننا نطالبهم بالاستسلام للكتاب والسنة, أما أشرطة كلية

الإيمان, والحمد لله, فقد أنقذت جمعاً من الشباب, وتركوا الدراسة في كلية الإيمان, والله المستعان, وبعضهم باقٍ فيها من أجل الإقامة.

 

الرد على كلام القرضاوي المتقدم:

التنوع يقول: أن يكون ذاك يهودياً, وذاك نصرانياً, وذاك بوذياً, وذاك ملحداً, يقول: هذا من صالح البشرية.

أين قول الله سبحانه وتعالى يا قرضاوي قَرَضَ الله لسانك, أين قول الله عز وجل: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ﴾, أين قول الله عز وجل: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ﴾, وهكذا الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: « أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ, وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ, وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ, وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ, فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ, وَأَمْوَالَهُمْ, إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ, وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ ».

أين السرايا التي اخترقت بلاد فارس والروم؟ المسلمون كانوا مخطئين في ذلك الوقت يا قرضاوي؟ لماذا قاتلوا الناس؟ حتى يسلموا.

الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما في حديث بريدة في مسلم يقول: أَمَرَه أَن يَدْعُو النَّاس إِلَى وَاحِدَةٍ مِن ثَلاثٍ: الإسلام أو الجزية أو الحرب.

يا خسارتاه يا قرضاوي, خسرت نفسك, وخسرت عمرك, نحن لسنا

مفوضين في دين الله, وإذا كان الأمر كما قُلْتَ: يتسع لأكثر من دين, فلماذا شنعت على الشيخ ابن باز حفظه الله تعالى عند أن أفتى بجواز الهدنة مع اليهود, هم يهمهم أن يقدحوا في علماء الإسلام, وإلا فلهم من الطامات الشيء الكثير, ولهم من التنازلات الشيء الكثير, والله المستعان.

 

السؤال 3: ويتكون من عدة شبه: الشبهة الأولى: قال القرضاوي في كتابه" الحلال والحرام " الصفحة (470 ) في كلامه على أهل الكتاب, كما في نقد الحلال والحرام للشيخ الفوزان: وقد شُرِعت لنا موادتهم – أي: أهل الكتاب- ومواطأتهم ومعاهدتهم ومعاشرتهم, وتدعيماً لهذا الفكر الذي يحمله القرضاوي, وهو الدعوة إلى موادة اليهود والنصارى, فقد ذكر في كتاب الحلال والحرام في فصل علاقة المسلم بغير المسلم عدة شبه, نريد من شيخنا حفظة الله أن يرد عليه:

 

الشبهة الأولى: حول قوله تعالى: ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ  ﴾, وصف هاتين الآيتين بأنهما دستور جامع في شأن أهل الكتاب.

 

الجواب: نعم, هذه الآية وحديث يشبهها, أن أسماء بنت أبي بكر لما قدمت أمها وهي مشركة, وكانت راغبة, أي: في عطائها, فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأذن لها, والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم في شأن الوالدين: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ﴾, وبما أن الأمر كذلك, فالآيات المتكاثرة تنهانا عن مودتهم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾, ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ﴾.

فالاستدلال بهذه الآية في غير موضعها, ثم أعداء الإسلام هل هم مسالمون للمسلمين, أم هم يريدون إبادة الإسلام والمسلمين؟ سحقوا الإسلام في الأندلس, وفي الفلبين, وصاروا يقطعون ثدي المرأة, وفي البوسنة والهرسك, ويزحفون على الإسلام في عقر بلاد الإسلام, كثير من الحكومات لا تسمح للعلماء أن يقوموا بواجب الدعوة, فهم مسلطون من قبل أعداء الإسلام, لأنهم يخافون من الدعوة, ويخافون من الإسلام الصحيح, هم الآن يعتبرون حربيين لأنهم يزحفون على

بلاد المسلمين, ويحتلون بلد المسلمين, وتُؤَسَّس لهم القواعد في بلاد المسلمين, فهم يعتبرون حربيين ليسوا مسالمين للمسلمين. والله المستعان.

 

الشبهة الثانية: ذكر القرضاوي أن القرآن, لا يناديهم إلا بيا أهل الكتاب, ويا أيها الذين أوتوا الكتاب, ويشير بهذا إلى أنهم في الأصل أهل دين سماوي فبينهم وبين المسلمين, رحم وقربى تتمثل في أصول الدين الواحد الذي بعث الله به أنبياءه جميعاً.

 

الجواب: يا هذا, أين أنت من قول الله عز وجل:  ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ *كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾.

وأين أنت من قول الله عز وجل: ﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾. حكى ابن أبي حاتم الإجماع على أن المراد بالمغضب عليهم هم: اليهود, وبالضالين: هم النصارى.

 وأين أنت من قول الله عز وجل: ﴿  وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ﴾, فهل تفتري على الله

عز وجل بأن ما في القرآن إلا: يا أهل الكتاب؟ فيه لَعْنٌ لهم, وفيه تهديد لهم, وأنهم يشبهون القردة والخنازير, ثم بعد ذلك تفتري على الله سبحانه وتعالى, وعلى كتاب الله, وتظن أن كلامك هذا سينفق على الناس؟ لا, في الزوايا خبايا, وسيكون عاراً عليك, والله المستعان.

 

الشبهة الثالثة: أن أهل الكتاب إذا قرءوا القران يجدون الثناء على كتبهم ورسلهم وأنبيائهم.

 

 الجواب: ﴿ وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ﴾, وأيضاً: ﴿ أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾.

وأيضاً: ﴿  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾.

أهذا ثناء؟ نعم, إن فيه ثناء على التوراة التي لم تُحَرَّف قبل, وعلى الإنجيل الذي لم يحرف قبل, أما بعد ماحرفت فلا نؤمن بهما إلا على

الإجمال, ولا نؤمن بهما على التفصيل, وقد روى البخاري في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: « لَا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ, فَإِمَّا أن تُصَدِّقُوا بِبَاطِلٍ, أَو تُكَذِّبُوا بِحَقٍّ ».

حرفوا كتبهم, ثم بعد ذلك نقول: إنه ورد الثناء عليهم وعلى كتبهم, وعلى أنبيائهم, ولكن فما ذنب الأنبياء إذا كان أهل الكتاب أنفسهم يقتلون الأنبياء, ويقتلون الذين يأمرون بالقسط, فما ذنب الأنبياء يثني عليهم, وهم أهل الثناء, لكن أهل الكتاب أنفسهم هم الذين حرفوا وغيروا وبدلوا, والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهانا عن اتباع أهل الكتاب: « لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَذْوَ القُذِّةِ بِالقُذِّةِ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرِ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ ».

 ونحن نسألك, الافتراق أهو محمود أم مذموم؟ الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما في"سنن أبي داود" من حديث مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ عَلْقَمَةَ, عَنْ أَبِي سَلَمَةَ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « افْتَرَقَتْ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى أَوْ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً, وَتَفَرَّقَتْ النَّصَارَى عَلَى إِحْدَى أَوْ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً, وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ».

أمة حيارى جاءوا بما يحير الأفكار, فتارة يقولون: عيسى هو الله, وتارة يقولون: عيسى ابن الله, وتارة يقولون: عيسى ثالث ثلاثة, ثم بعد ذلك تقول: إن الله قد أثنى عليهم, أثنى على من كان

مستقيماً منهم, أثنى الله على الأنبياء, ما حيلة الأنبياء إذا كان بنو إسرائيل يقتلون الأنبياء, ويقتلون الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر, فالأنبياء والصالحون المستقيمون أهل للثناء؛ لكن الذين حرفوا وغيروا وبدلوا, الذين أتاهم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم القائل: « لَا يَسْمَعُ بِي يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ, ثُمَّ لا يُؤْمِنْ بِيِ إِلَّا دَخَلَ النَّارِ », رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

فنؤمن بأنهم من أهل النار إذا لم يؤمنوا برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم, ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ﴾.

أين الثناء يا مسكين! ﴿ أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ﴾, والله المستعان.

 

الشبهة الرابعة: أن الله يأمر المسلمين إذا جادلوا أهل الكتاب أن يتجنبوا المراء الذي يوغر الصدور, ويثير العداوة: ﴿ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾.

 

الجواب : أمر طيب إلا إذا احتيج إلى الرد عليهم, والتشنيع؛ فإن الله قد شنع عليهم, والله المستعان.

 

الشبهة الخامسة: أن الإسلام أباح مؤاكلة أهل الكتاب, وتناول ذبائحهم, كما أباح مصاهرتهم, والتزوج من نسائهم, مع ما في الزواج

من سكن ومودة.

وبعد أن ذكر هذه الشبهة قال: هذا في أهل الكتاب عامة؛ أما النصارى فلهم خاصة, فقد وضعهم الله موضعاً قريباً من قلوب المؤمنين, فقال:﴿ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً ... ﴾ الآية.

 

الجواب:  تقدمت الإجابة على هذا, والنصارى إذا كانوا على نصرانيتهم, وكانوا كأهل الحبشة الذين أتوا إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقد أسلموا وهم يبكون, والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد أثنى على النجاشي, ويصلي عليه صلاة الغائب؛ لأنه قد أسلم, وكذلك الذين أتوا إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴾.

 

السؤال 4: ذكر القرضاوي بعض الآيات التي تنهى عن موادة غير المسلمين, كقوله تعالى:  ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ ﴾ الآية. ثم قال: إنما جاءت تلك الآيات في قوم يعادون الإسلام محاربين للمسلمين, فلا يحل للمسلم حين ذاك مناصرتهم ومظاهرتهم, وهو معنى الموالاة, واتخاذ بطانة يفضي إليهم بالأسرار, وحلفاء يتقرب

إليهم على حسب جماعته وملته؟ فهل هذه الآيات التي تنهى عن موادة المشركين؛ خاصة بالمعادين للإسلام والمحاربين له أم هي عامة؟

 

الجواب: الآيات الواردة في بيان ما هم عليه من الكيد للإسلام والمسلمين: ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾ الآية.

وأيضاً صنيعهم في هذا الزمان, أنهم لا يرضون عن الشخص حتى يكون نصرانياً, آسف آسف آسف على من يزعم أنه أعرف الناس بعلم الواقع وهو أجهل الناس بالواقع.

لو سألت عجوزاً من عجائز أهل دماج ما قَرَأَتْ ولا كَتَبَت: كيف اليهود والنصارى؟ تقول: هم أعداء الإسلام, دع عنك لو سألت عجوزاً من عجائز فلسطين, وقد رأت فتك اليهود بهم, أو من عجائز البوسنة والهرسك, عجوز أفقه من مفتي قطر, مفتي قطر أجهل من حمار أهله, هل يوجد أحد يجهل زحف أعداء الإسلام على الإسلام والمسلمين؟ أقول: وإن كان هو يحفظ القرآن؛ لأن الله نزَّل من لا يعمل بعلمه منزلة الجاهل, قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ

أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾.

أًثْبَتَ لهم العلم في أول الآية, ونفى العلم عنهم في آخر الآية, فالذي لا يعمل بعلمه يعد جاهلاً, وإني أرجو من المسئولين في قطر, أن يعزلوه وأن يأتوا لهم بِمُفْتٍ من أرض الحرمين, أو بمفتٍ من العلماء الأفاضل, فدولة قطر تعتبر من أحسن الحكومات, لا يدنسها هذا الرجل الممسوس, أنا ما أتكلم مع الحاقدين الحاسدين للدعوة, ولا أتكلم مع المُستأجَرين, يستأجرونهم ويقولون: أذهبوا وردوا على الوادعي, ما أقبل إلا آية قرآنية وحديثاً نبوياً, الديمقراطيون لا يأتونا, ولن نفتح لهم بيوتنا, ولا نريدهم يأتون فيضيعون علينا أوقاتنا.

وهكذا عملاء أعداء الإسلام, لا يأتونا, لن نفتح لهم بيوتنا, والملبسون لا يأتونا لن نفتح لهم بيوتنا, نريد علماء عاملين بكتاب الله, وبسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

 

السؤال 5: سئل القرضاوي عن موقف الإسلام من الغرب, وهل يمكن التقارب بين الإسلام والغرب, فمما أجاب فيه القرضاوي: نحن مأمورون أن نحاور هؤلاء, ونجادلهم بالتي هي أحسن, من يقرأ القرآن الكريم يجد حواراً من الدرجة الأولى, الأنبياء حاوروا أقوامهم حوارات سجلها القرآن, ثم ذكر حوار نوح مع قومه, وإبراهيم مع قومه, مع أبيه, وموسى مع فرعون, إلى أن قال: بل

أعجب من هذا من أعدى أعدائه إبليس, فيسأل الله إبليس أن يحاوره قال: ﴿ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ ﴾.

فهذا يدلنا على أن للحوار مجالًا رحبًا, ومجالًا واسعًا في الفكر الإسلامي, وفي السياحة الإسلامية بدءًا من القرآن الكريم, فالسنة النبوية, فالتراث الإسلامي كله مليء بهذه الألوان من الحوارات المختلفة. وذكر القرضاوي أنه ممن دعا إلى هذا الحوار, فقال في كتاب "الإسلام والغرب" ص86: من صفات هذا الحوار الذي ندعوا إليه, نحن نتحاور, وكل منا يتمسك بمنهجه, وانظر كذلك ص18, ص58.

 

الجواب: أفلست كتبك الأولى يا قرضاوي, قال الله سبحانه وتعالى في شأن إبليس: ﴿ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ﴾.

أعداء الإسلام الحوار معهم يكون بالعلماء, الذين يقدِّرون الإسلام ويعتزون بالإسلام, ما يكون الحوار بالانهزاميين الذين بهرتهم حضارة أوربا, أولئك سَيُعَرِّضون الإسلام للذل, ويُعَرِّضون الإسلام للمهانة, فلا بد أن يكونوا من علماء السنة من أمثال الشيخ ابن باز

حفظه الله تعالى, والشيخ الألباني حفظه الله تعالى, من أمثال هذين العالمين الفاضلين الجليلين, أما أنت فقد عُرف موقفك, وأنك انهزامي, فلا نثق بك ولا نعتمد عليك, وإنني أحمد الله, فقد أصبح الشباب متبرمين منك, ومن كتاباتك ومن دعوتك, لعلك قد بلغت من العمر نحو ستين سنة أو نحو ذلك, فالأولى بك أن تعتزل وتبقى في بيتك حتى يخرج الشيطان من رأسك, وإذا خرج الشيطان الذي يوسوس لك من رأسك, فلا بأس أن تختلط بالمسلمين وتجالسهم, أنت محتاج إلى من يعالجك.

 وغير تقي يأمر الناس بالتقى *** طبيب يداوي والطبيب مريض

ما أحوجك أنت إلى من يعظك وترجع إلى الله سبحانه وتعالى, وتتبرأ مما كتبت في الصحف, وما كتبت في كتبك الزائغة, والله المستعان.

 

السؤال 6: سألت الصحفية الأمريكية القرضاوي قائلة: بالنسبة لأناس مثلي؛ يدرسون ويحاولون التعلم يختلط عليهم الأمر, حيث توجد حركات إسلامية كثيرة؟ ما هو الإسلام الصحيح؟ وهل هناك أي محاولات على طريق الحركات الإسلامية المختلفة, لكي تجتمع على كلمة سواء بحيث تصبح حركة إسلامية واحدة؟

فأجاب القرضاوي: بأن المسلمين متفقون في أمور كثيرة, كالصلاة والصيام والحج, وأنهم يؤمنون بفضائل معينة, كالصدقة

والأمانة والوفاء بالعهد؛ وأنهم يحرمون أشياء معينة, كالزنا وشرب الخمر, وأكل الربا؛ ثم ذكر أن الخلاف لا يضر إذا الأصول الأساسية متفق عليها؛ ثم ذكر قاعدة البَنَّا: نتعاون فيما اتقنا عليه, ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه؛ ووصفها بأنها قاعدة ذهبية, ثم قال: فإذا قلنا بتعدد الأديان كما ذكرت في السؤال السابق, وإن الحياة تتسع لأكثر من دين واحد, أو داخل حضارة واحدة, لا مانع من هذا, إنما المهم أن تضل مساحة مشتركة, وقواسم مشتركة تسع الجميع, إلى أن قال: فلا مانع أن توجد في الصحوة الإسلامية مدارس مختلفة ليس هناك مانع, حتى التيارات المتشددة نفتح الحوار بيننا وبينها؛ ونحاول أن نبدأ منها, وأن نضمها إلينا, ومن هنا دَعَوْتُ في كثير من كتبي إلى أنه لا مانع من تعدد الجماعات العاملة للإسلام, وأن نتحدث باسمه, وأن يكون أكثر جماعة, وأكثر من حركة, كل ما في الأمر ألا يحاول بعضها أن يهدم بعضها الآخر, أو يجرح بعضها بعضًا, إنما ينسقون فيما بينهم, يتعاونون في المواقف المصيرية في القضايا الكبرى مثل قضية البوسنة. انتهى من كتاب "الإسلام والغرب" من (87_89), فما تعليقكم حفظكم الله على هذا.

 

الجواب: سأقرأ آية إذا قرأت وغلطت فردوا علي: وما آتاكم حسن البنا فاتبعوه, وما نهاكم عنه فانتهوا, حق أم باطل؟ باطل, فالمسكين

مغرور بحسن البنا: نتعاون فيما اتقنا فيه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه, قاعدة من وضعها؟ وضعها صوفي قبوري, يأتي بالمتناقضات يقول: دعوتنا سلفية صوفية, مثل مُخَضَّرِيَّة عبد المجيد الزنداني, وهي تريد أن تخرج من كلية الإيمان صوفياًّ سلفياًّ مجاهداًّ تبليغياًّ؟ وما أشبه هذا بالمخضرية, هل تعرفون ما هي المخضرية؟ هي أن شخصاً كان في سوق الملح بصنعاء يبيع الفول المقلي, فمرت من جانبه بغلة فذرقت في القلة, فالتفت كذا وكذا, فلم يجد أحداً يراه, ثم خلط هذا بهذا وقال: مخضرية, مخضرية؟ يبيع للناس الفول المقلي مع ذرق البغلة, فالقوم ملبس عليهم, الكلام هذا كثير, ويحتاج إلى الرد عليه فقرة فقرة, قبل هذا أحمد الله, الصحفيَّة أفقه وأفقه وأفقه من يوسف القرضاوي, أنا أشهد لها أنها فقيهة, الله أعلم أهي مسلمة أم ليست مسلمة, فالظاهر أنها مسلمة ترغب أن يتوحد المسلمون, وهذا يرغب أن يفرق المسلمون.

نتكلم على مسألة واحده لعلها تغني وهي: مسألة تعدد الجماعات: نتحدى القرضاوي وعبدالمجيد الزنداني وصلاح الصاوي أن يأتوا بحديث واحد في تعدد الجماعات, يكون صحيحاً عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ ما يكون من بضاعة جماعة التبليغ, الذين هم حطَّاب ليل, عبد المجيد الزنداني قد عُرف أنه منبوذ من أهل السنة, فما بقي إلا جماعة التبليغ هؤلاء, لا تظنون أنها رغبة فيما يفيد الطلاب, قد أخبرتكم قبل أنهم إذا

رأوا سلفياً ما شاء الله يقولون له: نحن نريدك تألف في كتاب كذا وكذا. والله ما هو من أجل التعليم, بل من أجل أن يأخذوا الشخص, القوم ليس عندهم علم ولا يهمهم العلم, بل يهمهم أن يأخذوك أنت؛ فهو يرسل جماعته وأصحاب الكلية للآداب, مع جماعة التبليغ ليتعلموا الآداب كما زعم؟ فاقد الشيء لا يعطيه, جماعة التبليغ يخرج أحدهم لا يعرف من دينه شيء, وأنت تخرجهم معهم, أين أنت يا عبد المجيد الزنداني من كتاب الأدب في " صحيح البخاري ", وكتاب الأدب من " صحيح مسلم " و" الأدب الفرد " للبخاري, وكتاب الأدب من " سنن أبي داود ", وكتاب مستقل للإمام البيهقي؟ أين أنت من هذه الكتب حتى تذهب تتعلم من الجهلة الآداب. والله المستعان.

فما زلنا نتحداهم أن يأتونا بحديث صحيح في جواز تعدد الجماعات؟ أما نحن فالرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول:  « فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ إِمَامٌ وَلَا جَمَاعَةٌ فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا ». ويقول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: « مَنْ خَرَجَ عَنِ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ », ويقول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: « مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ قِيْدَ شِبْرٍ فَمَاتَ, مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً », ويقول أيضا في حديث معاوية, وقد سأل عن الفرقة الناجية فقال: « هُمُ الجَماَعَةُ ».

فأولئك معناه يقسمون الناس العامة, فهم يقولون: دعونا نُكَوِّنُ لنا جماعة, ونحن نقول: لا, نحن ما نصلح جماعات, يجب أن نكون

صفاً واحداً في وجه أعداء الإسلام: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾, ﴿ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ﴾, يجب أن نكون يداً واحدة: « الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا », « مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالْحُمَّى والسَّهَرِ ».

 

السؤال 7: قال القرضاوي: والأصل حتى في العقائد الإسلامية أنها لابد أن تكون موافقة للعقل. فهل هذه القاعدة صحيحة؟ وإن لم تكن صحيحة, فما الرد عليها؟

 

الجواب: الرد عليها أن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ﴾, ويقول: ﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾, نزعة صوفية, وهذه نزعة معتزلية, يأخذ من كل مذهب أرداه, وهل ضلت المعتزلة إلا بسبب أنهم يريدون أن يقدموا الهوى على الكتاب والسنة, لا أقول كما يقولون أنهم يريدون يقدمون العقل على الكتاب والسنة, فإن العقل الصحيح لا يخالف النقل الصريح, فأنا أقول: ضللت يا قرضاوي كما ضلت المعتزلة.

السؤال 8: قال القرضاوي في كلامه على الجهاد في سبيل الله, نحن هنا نتبنى ما تبناه علماء المسلمين المعاصرين, الشيخ رشيد رضا, والشيخ شلتوت, والشيخ عبد الله دراز والشيخ أبو زهر, والشيخ الغزالي, وهؤلاء كلهم يتبنون أن الجهاد في الإسلام للدفاع عن الدين والدولة, والحرمات والأرض والعرض, وليس بغزو العالم كما يتصوره بعض الناس, انتهى من كتاب " الإسلام والغرب " (ص19). فهل الجهاد في سبيل الله لا يكون إلا للدفاع فقط, ولا يكون للغزو؟ وهل الذين ذكرهم هم علماء الإسلام كما يقول؟

 

الجواب: رشيد رضا لنا رد عليه: " ردود أهل العلم على الطاعنين في حديث السحر, وبيان بُعد محمد رشيد رضا عن السلفية ", والحمد لله قد رُد عليه أيضاً, لكن لم يفصح أحد بما أفصحنا فيما أعلم, ونستطيع أن نتحدى من يقول إنه سلفي, أن يذكر لنا عالماً من العلماء السلفيين يقول: إن الدجال رمز خرافة, ذكر هذا في تفسير " المنار ", حاكياً  عن شيخه محمد عبده المصري, وبعد هذا أقره على ذلك ولم يتعقبه, وينكر أيضاً طلوع الشمس من مغربها, ويقول: إنه لا مانع أن يكون هناك أب للبشرية مع آدم, يذكرها محمد عبده, ويذكرها محمد رشيد رضا في كتابه " المنار " مقراً لها وفيها ضلال مبين.

أما شلتوت فهناك أخ اسمه عبد الله اليابس ألف كتاباً بعنوان: "إعلام الأنام بمخالفة شيخ الأزهر شلتوت للإسلام", فذكر فيه أنه

يرد كثيراً من دلائل النبوة, وتضيق صدورهم من دلائل النبوة؛ لأن الملاحدة لا يؤمنون بدلائل النبوة, فهؤلاء من أفراخ الملاحدة.

وأبو زهرة من طلبة أو من تلاميذ أو من أصحاب مدرسة جمال الدين الأفغاني, ومحمد عبده. والغزالي الحمد لله قد أحرقه أهل السنة, وقد أخذه الله سبحانه وتعالى, وأفضى إلى ما قدم.

 

مسألة: بقي هل الجهاد يعتبر للدفاع أم هو للغزو؛ لأن القرضاوي يقول هو للدفاع فقط؟

 

الجواب: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ﴾, ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ﴾, فهذا كلام باطل, بل الجهاد من أجل أن يدخلوا في الإسلام, أو يدفعوا الجزية لا يعترض الإسلام, وغزوات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم والصحابة والتابعين كلها من أجل هذا, والله المستعان.

A   A   A

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه, وأشهد أن لا إله إلا الله, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

 أما بعد: هذه الليلة المباركة, ليلة الثاني والعشرين من رمضان(1419هـ), نتمنى من ربنا تكملة الأشرطة

"إسكات الكلب العاوي يوسف بن عبد الله القرضاوي"

ولكن جاءت جملة معترضة, دعايات الأوقاف لكلية الإيمان, أوقاف أراضٍ, وأوقاف سيارات, وأوقاف أسهم, وأوقاف مبانٍ.

وبما أن الشعب اليمني المسكين كان بالأمس يوقف كباشه وغنمه والسمن والأراضي يوقفها للهادي الذي فتك باليمنيين وقتلهم قتلاً ذريعاً, ومنهم من يوقفها لأبي طير, وأبو طير الذي عنده على صومعته مثل الطير يتوجه إذا جاءه نذر من بلاد وجهها هكذا, وما هو إلا الشيطان الذي يوجهه إن كان من هاهنا من هاهنا, وإن كان من هاهنا من هاهنا, أبو طير وابن علوان.

كانت عندنا عجوز مسكينة؛ لا تملك إلا أربع غنم, أو خمس غنم, تقول: واحده منها يا أبنائي لابن علوان, ثم جاء هذا الذي يطعن عينه, ويقول: بَحْرَك يا أحمد -فيما يزعم- وهو ساحر, وأخذ كبشها وذهب به.

النذر والوقف يشرط فيهما القربة لله عز وجل, لا يصلح ولا

يجوز أن توقف للهادي, الهادي قد مات وقد أفضى إلى عمله, ولا يصلح ولا يجوز أن توقف لأبي طير, ولا بن علوان, ولا لأبي بكر بن سالم صاحب العِيْنات, الذي يقول فيه بعض الجهال:

 

بو بكر بن سالم يا بخت من زاره ***ذي ما معه برهان ما شاعت أخباره

 

ولا أيضاً أن يوقف لعمر بن سعيد صاحب لودر, النذر لله والوقف لوجه الله عز وجل, ولابد أن يكون قُرْبَةً يتقرب به إلى الله عز وجل, وإني أحمد الله فقد قضى على هذه الخرافات, أهل السنة, جزاهم الله خيراً, وأصبح الخرافيون يخجلون من المجتمع, بعد ذلك انتهت تلكم التلبيسات, وذهب أحمد بن علوان بخرافاته, خرافي صوفي, ذهب أبو طير رحمه الله, يقال: إنه كان مائلاً إلى السنة, فتمالأ عليه الشيعة وهو إمام فخلعوه وقتلوه, وذهب الهادي السفاك للدماء الذي سفك دماء اليمنيين؛ اقرءوا سيرته, ماذا فعل بأهل صعدة, وماذا فعل بأهل صنعاء, وما فعل بأهل خولان, وما فعل بغيرهم.

والآن نبغت لنا نابغة جديدة: الحزبية, جامعة الإيمان, جامعة الحزبية, بدليل أنهم يُخْرِجُونَ جماعتهم إلى بلاد شتى, منها خَمِر, وحاشد, الأخ عايض مسمار قائم بالدعوة جزاه الله خيراً على أحسن ما يرام, دعوة التوحيد, والحزبيون من كلية الإيمان يذهبون ويقولون: لا, نحن نعطيكم مدرسين يدرسونكم, أين أنت قبل أن يأتي عايض مسمار؟ يدعوهم ويفتح لهم مركزاً علمياً, أين أنتم ما أقبلتم,

وقلتم لهم: نحن نرسل لكم مدرساً.

فعداوة أهل السنة كامنة في هذه الكلية, إن كنت قد أوقفت أرضاً, أو تجارة, أو سيارة, أنا أنصحك أن تأخذها؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: « مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ ». ويقول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: « مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ».

أنت بهذا تحزب حزبية, ويحتلون عمائرك, ويوزعونها بعد أيام بينهم, نتحدى من لم يقل: إن كلية الإيمان ليست بحزبية, فإن شئت سميتها حزبية  مخضرية.

والآن نرجع إلى البيان, والرد على القرضاوي قرَّض الله شفتيه ولسانه.

 

السؤال 9: قال القرضاوي: لقد استدل العلماء القائلون بتحريم مشاركة المرأة في الانتخابات, بقول الله عز وجل: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ﴾, الآية, وقد حاول القرضاوي نقض هذا الدليل بخمس شبه أوردها في مجلة الدعوة العدد (65), جمادي الأولى لعام (1418هـ) يقول: الشبهة الأولى: أن الآية خاصة بنساء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

 

الجواب: أما مسألة أنها خاصة بنساء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن الآية تدل على العموم, كما قاله الشيخ محمد الشنقيطي في كتابه " أضواء البيان "

في الكلام على قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾, يقول: ما معناه: إن التعليل بذلكم للعموم, فهو دليل على العموم, وأنه يشمل النساء, إلا من كانت مضطرة للخروج, كالأرملة أو غيرها, والله عز وجل يقول: ﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾, بما أن الآية وإن كانت في نساء النبي, فإن التعميم في الآية الأخرى يدل على العموم.

 

الشبهة الثانية: أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها مع هذه الآية خرجت من بيتها وشهدت معركة الجمل.

 

الجواب: أما خروج عائشة فنحن ندين الله أنها مخطئة في خرجها على علي بن أبي طالب, وعلي يعتبر مصيباً في جميع حروبه, فعائشة لا يحتج بما فعلت, فهي ليست بمعصومة, والله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ﴿ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾, فالصحيح أنه لا يجوز للمرأة أن تخرج من بيتها إلا لحاجة, ولم تخرج أم سلمة وحفصة ولا غيرها من نساء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

 

الشبهة الثالثة: أن المرأة قد خرجت من بيتها بالفعل, ذهبت إلى

المدرسة والجامعة, وعملت في مجالات الحياة المختلفة طبيبة ومعلمة ومشرفة وإدارية, وغيرها دون نكير من أحد يعتبر, مما يعتبره الكثيرون إجماعاً على مشروعية العمل خارج البيت للمرأة بشروطه.

 

الجواب: أفٍّ لك ثم أف ٍّ, تستدل بالباطل على الباطل, النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: « الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ؛ فَإِذَا خَرَجَتِ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ », من قال لك أن أهل العلم لم ينكروا هذا, وقد ملئوا الكتب, وقد ملئوا الصحف في إنكار هذا, وقد فهم النساء أنفسهن, تخرج تدرس من طلوع الشمس, وما ترجع إلا قريب العصر, ما ترجع إلا وما عندها قدرة على خدمة زوجها, ولا الكلام معه وقد انتفخ رأسها من التدريس, السكرتيرة سكرتيرة الدكتور يغلق عليها الباب, وهو وهي في الحجرة.

ماذا حدث يا قرضاوي في مصر, وماذا يحدث في اليمن وغيرها بسب الخلوة, في الدوائر الحكومية والمستشفيات وغيرها, اتق الله, اتق الله, أسأل أن يريح المسلمين من فتاويك الزائغة, تذهب إلى المدرسة, والمدرس شاب قد اكتحل وادهن, ولبس الكوت, وهي مسكينة تخرج متبرجة, أتريد أن نكون مثل أعداء الإسلام, أنا أُخبرت أن بعض النسوة الأبكار تخرج وتزني وترجع إلى فصل الدراسة, هذا رجل يدعوا إلى الفتنة, والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول كما في " الصحيحين " من حديث أسامة بن زيد: « مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ

عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ », ولا نطيل, فلنا شريط في هذا: " تحذير الدارس من فتنة المدارس " يقولون: نريد أن نُخَرِّج المُدَرِّسة والطبيبة المسلمة, ونريد أن نُخَرِّج الطبيب المسلم, وبعد ذلك الطبيبة المسلمة المسكينة يخلو بها الدكتور, ويخلو بها الممرض, ويخلو بها المدير, وتارة معها جلسة مع المدير.

العامة يعرفون من فساد المدارس والمستشفيات والإدارات التي فيها اختلاط أكثر مما نعرف.

 

 الشبهة الرابعة: إن الحاجة تقتضي من المسلمات الملتزمات أن يدخلن مراكز الانتخابات؛ لمواجهة المتحللات والعلمانيات, اللاتي يتزعمن سيادة العالم النسائي, والحاجة الاجتماعية والسياسية, وقد تكون أهم وأكبر من الحاجة الفردية, التي تجيز للمرأة الخروج إلى الحياة العامة.

 

الجواب: ما أدري ما أقول؟ يكاد الشخص أن يتقيأ من هذا الكلام المنتن؛ أم يرد عليه؟ خِبت وخسرت تدعوا المسلمات العفيفات للخروج من بيوتهن لنصرة الطاغوتية, من أين أتتنا الانتخابات؟ من قِبل أعداء الإسلام, وصدق الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذ يقول: « لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ حَذْوَ القُذِّةِ بِالقُذِّةِ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ ».

إن الرد على مثل هذا الكلام أفضل من نافلة عبادة, وأفضل

أيضاً من نافلة الصوم, وأفضل من نافلة الصلاة, تلبيس إبليس, أنا لا أسرد حديث الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أجل أنه يَصْدُق على هذا الكلام السخيف, لكن من باب التحذير من علماء السوء: « أَخْوَفُ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي مُنَافِقٌ عَلِيْمُ اللِّسَانِ », « أَخْوَفُ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الأَئِمَّةَ الْمُضِلُّونَ ».

مثل هذا أيجوز للمسلم أن يدافع عنه؟ إننا ندعوا علمائنا علماء السنة لقراءة كتب هذا الممسوخ, ثم الرد عليها, ندعوا علمائنا الأفاضل الذين نحبهم في الله, وهم من أنصار رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يردوا عليه من أمثال الوالد الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله, وأمثال الشيخ ناصر الدين الألباني حفظه الله, وأمثال الشيخ ربيع, وأمثال الشيخ صالح الفوزان, وقد فعل جزاه الله خيراً, فقد رد على كتاب " الحلال والحرام ".

كتيب نسخه يقال فيه الحلال والحرام, يا هذا, هذا يدل على قصور علمك, لو ألف شخص في الحلال وفي الحرام لأخرج مجلدات, نعم, " المجموع " للنووي, و" المغني " لابن قدامة, و " المحلى " لابن حزم وغيرها من الكتب هي الحلال والحرام, ما هو كتاب هذا الممسوخ!!

وكانت حالته متحسنة أحسن من الآن, أما الآن فتردى وفضح نفسه, الحمد لله فإن ذلك نعمة من الله, وجزى الله سفيان خيراً إذ

يقول: لو هَمَّ رجل كذاب أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالسَّحَر لأصبح الناس يقولون: فلان كذاب.

ما يسرني أن هذا لم يُنْشر عنه, لأن هذه هي جلساتهم, كانت بدايتها أولاً سرية, ولكن الحمد لله نُشِرت للمسلمين ليعرفوها, أولئك هم العلماء الأفاضل, الذين إن شاء الله سيزيفون ما قال القرضاوي, ويفركون أذني القرضاوي, والله المستعان.

 

الشبهة الخامسة: إن حبس المرأة في البيت, لم يُعرف, إلا أنه كان عقوبة لمن ارتكب الفاحشة قبل استقرار التشريع ثم نُسخ ذلك, قال تعالى: ﴿ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا ﴾, فكيف يظن أن يكون هذا من لأوصاف اللازمة للمرأة المسلمة في الحالة الطبيعية.

 

الجواب: هي ليست محبوسة, ولكنها عفيفة, وتعان على عفة نفسها, الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: « كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنْ الزِّنَا مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ, الْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ, وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِاسْتِمَاعُ, وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ, وَالرِّجْلُ زِنَاهَا المَشْيُ, وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ أَوَيُكَذِّبُهُ ».

والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: « لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ », وعند ابن خزيمة « وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ », والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: « رِفْقًا بِالْقَوَارِيرِ ».

المرأة تشبه القارورة, فينبغي صيانتها من أن تنكسر, ويقول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: « مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ ».

أُخَاطِبُ علماء السنة حفظهم الله من أمثال: الشيخ ابن باز, والشيخ الألباني: هل ورد في الشرع الانتخابات في زمن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم, وفي زمن الخلفاء الراشدين, وفي زمن بني أمية, وفي زمن بني العباس؟ لم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم, ولا عن هؤلاء, فعلى هذا فالانتخابات أتتنا من قبل أعداء الإسلام, لا تَحِلُّ, لا تَحِلُّ.

وما شاء الله سلفيون في الكويت, لكن عندهم انتخابات, أنتم بعيدون عن السلفية يا مساكين, السلفي السني ما يدخل في الانتخابات؛ لأنها جاءتنا من قبل أعداء الإسلام, ولأنها تعتبر طاغوتية: ﴿ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ ﴾.

 

السؤال 10: شيخنا حفظكم الله وسدد خطاكم: زعم القرضاوي أن القيام المذكور في قوله تعالى: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾, قال: إنه خاص في الحياة الزوجية, ولاية بعض النساء على بعض الرجال, خارج نطاق

الأسرة ولم يرد ما يمنعه, فيظنون أن ذلك من الولاية العامة للمرأة على الرجال, فما مدى صحة هذا القول حفظكم الله؟

 

الجواب: خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم, هل جعل فاطمة بنت محمد مديرة الأمن, هل جعل عائشة رضي الله عنها, قائدة جيوش؟ الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يبين هذه الآية فيقول: « اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْراً؛ فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ, وَإِنَّ أَعْوَجَ مَا فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ؛ فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ, وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ بِهِ عَوَجَ », الحديث متفق عليه من حديث أبي هريرة.

فما أوصى بهن إلا لعلمه بأنهن ضعيفات, روى سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ, حَدَّثَنِي أَبِي, أَنَّهُ شَهِدَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ, وَذَكَّرَ وَوَعَظَ, ثُمَّ قَالَ: « اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْراً؛ فَإِنَّهُنَّ عِنْدَكُمْ عَوَانٍ, لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئًا غَيْرَ ذَلِكَ, إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَة؛ٍ فَإِنْ فَعَلْنَ فَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ؛ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا, إِنَّ لَكُمْ مِنْ نِسَائِكُمْ حَقًّا, وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا, فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ فَلَا يُوَطِّئَنَّ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ, وَلَا يَأْذَنَّ فِي بُيُوتِكُمْ لِمَنْ تَكْرَهُونَ, أَلَا وَحَقُّهُنَّ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ فِي كِسْوَتِهِنَّ وَطَعَامِهِنَّ ».

وسليمان بن عمرو مقبول, أي: إذا توبع وإلا فلين, ولكن الحديث قد جاء في " مسند الإمام أحمد " عن صحابي آخر بهذا المعنى.

روى أبو داود في " سننه " وأحمد في " مسنده ": عن حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ القُيَشْرِيِّ, عَنْ أَبِيهِ, قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ؟ قَالَ: « أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ, وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ ­- أَوْ اكْتَسَبْتَ- وَلَا تَضْرِبْ الْوَجْهَ, وَلَا تُقَبِّحْ, وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ ».

لقد نزعت الغيرة من كثير من الناس, تسأل أحدهم: ماذا تعمل امرأتك يا فلان؟ هي مديرة قسم المجاري البولية؟!

واسْتُفْتِيَ الشيخ علي سنان في هذا: يأتي الرجل الشاب وعنده وجع سهل في المجاري البولية, وتأتي الطبيبة المسكينة تُقَلِّب ذكره, فما تشعر إلا وقد انتفخ ذكره في وجهها, طامات طامات, وتأتي المسكينة تستفتي الشيخ كيف تعمل؟ قال الشيخ: تترك العمل.

لماذا يا علماء السوء لماذا تبررون هذا الفساد, وتستدلون له؟ نعوذ بالله يبررون هذا الفساد ويستدلون له ويلبسون على الناس! فتيات صالحات في مصر, رغبن عن الدراسة لما فيها من الفساد, وقمن يستفتين الشعراوي والمطيعي, ومحمد الغزالي, فيقولون: هذا أمر عادي, يقول هذا القرضاوي حيث أفتى لإحدى بناته أن تدرس في الخارج؟ فترجع وتصير فندمة, هذا أخبرني به جزائريون أفاضل أنه قال هذا الكلام عند أن ذهب من قِبَلِ حكومة الجزائر, ليهدي الشباب من النفور عن الاختلاط, علماء السوء, الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر كما في " الصحيحين " من حديث أسامة بن زيد أنه قال: « يُؤْتَى بِالرَّجُلِ

يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ, فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُ بَطْنِهِ, فَيَدُورُ بِهَا كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِالرَّحَى, فَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ أَهْلُ النَّارِ فَيَقُولُونَ: يَا فُلَانُ, مَا لَكَ؟ أَلَمْ تَكُنْ تَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَى عَنْ الْمُنْكَرِ؟ فَيَقُولُ: بَلَى, قَدْ كُنْتُ آمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتِيهِ, وَأَنْهَى عَنْ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ ».

وثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قَالَ: « مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بي عَلَى قَوْم ٍتُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ  ِمن نَارٍ، قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالُوا: خُطَبَاءُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا, كَانُوا يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالبِرِّ وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ, وَهُمْ يَتْلُونَ الكِتَابَ  أَفَلَا يَعْقِلُونَ », علماء السوء حسبهم أن الله مثلهم بمثل يشمئز الشخص منه: ﴿ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ﴾, ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ﴾, هؤلاء الذين قال القرضاوي: إن القرآن أثنى عليهم؟ كونوا حذرين, كما حذركم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من علماء السوء, والحمد لله علماء السنة كثير كثير كثير كثرهم الله, قد ملئوا الدنيا, في أرض الحرمين ونجد علماء أفاضل منهم الوالد الفاضل الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله تعالى, والشيخ الفوزان, والشيخ ربيع, والشيخ عبد المحسن العباد وجمعٌ, وكذلك أيضاً في مصر: الأخ مصطفى العدوي, والأخ أسامه القوصي, والأخ أحمد أبو العينين, مجموعة طيبة من أهل السنة, في اليمن لو عددت لكان زائداً على

الأربعين, من المتخرجين المستفيدين لا تتعجبوا إذا قلت لكم: زائداً على أربعين, فإن الشخص يذهب من عندنا وربما ننساه, ولكن إذا خرجنا رحلة نجده قائماً بدعوة, وقد نفع الله به في بلده أو في غيرها, تعدادهم يفوق, وغالبهم والفضل لله وحده قد تخرج من هاهنا, لا بحولنا, ولا بقوتنا, ولا بكثرة علمنا, ولا بفصاحتنا, ولكن أمر أراده الله أن يكون فكان, والحمد لله.  

 

السؤال 11: حديث « لا يُفْلِحُ قَومٌ وَلَّو أَمْرَهُمُ امْرَأَةً », حاول القرضاوي إبطال مدلوله بعدة شبهات:

 

الشبهة الأولى: أن سبب ورود الحديث يؤيد تخصيصه بالآيات العامة للأمة كلها, أو رئاسة الدولة, كما تدل عليه كلمة: أمرهم, فإنما تعني سيادتهم ورئاستهم العامة, أما بعض الأمر فلا مانع أن يكون للمرأة ولاية فيه.

 

الجواب: هذا سيتمنى بعد أيام أنه ما قال هذا الكلام, إذا أخرسه أهل السنة كما أخرسوا الصابوني, و كما أخرسوا الترابي, وأخرسوا الطحان, والغزالي, سيتمنى أنه ما ذكر نفسه, من أنت يا مسكين حتى يُقبل كلامك, منحرف زائغ, نقول إذا قرأنا شيئاً من كلامك: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾, ونقول أيضاً: « إِنَّ القُلُوبَ بَيْنَ أَصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ

الرَّحْمَنِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ », ونقول أيضاً: « يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْوبَنَا عَلَى دِينِكَ », ارجعوا إلى كتب العلماء المتقدمين, هل ذكروا هذا الزيغ وهذا الضلال, الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: « لا يُفْلِحُ قَومٌ وَلَّو أَمْرَهُمُ امْرَأَةً », الفعل في سياق النفي, كالنكرة في سياق النفي, نفي الكلام لا يحصل, ثم  من أين لك التخصيص؟ لو أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من فعله أو تقريره أو قوله, خصص هذا, لك أن تقول هذا, أما أنت تخصصه فمن أنت يا مسكين؟ فهذا رجل زائغ لا نشغل أنفسنا في الرد عليه.

 

الشبهة الثانية: يقول: لو أُخِذَ على عمومه – يعني الحديث المتقدم – لعارض ظاهر القرآن, فقد قص علينا القرآن قصة امرأة قادت قومها أفضل ما تكون قيادة, وحكمتهم أعظم ما يكون الحكم, تلك هي بلقيس ملكة سبأ, التي ذكر الله قصتها في سورة النمل, مع نبي الله سليمان.

 

الجواب: من قال لك إن اسمها بلقيس, نريد آية قرآنية, أو حديثاً نبوياً على أن اسمها بلقيس, ثم بعد ذلك الهدهد استخف بهم, فقال:﴿ وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ * أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ﴾.

استخف بهم وبعبادتهم, قوم يعبدون غير الله, وهي كافرة, هل حدث منها هذا بعد إسلامها؟ أم أسلمت بَعْدُ مع سليمان لله رب العالمين؟

هذه سفسطة غير مقبولة, والله المستعان, فسبحان من جعل الهدهد أفقه وأفهم من القرضاوي, فقد وصفها وقومها بأنه زين لهم الشيطان وأنه صدهم عن السبيل, وأنهم لا يهتدون.

 

الشبهة الثالثة: ويقول القرضاوي: إننا نؤيد صرف الحديث عن العموم, الواقع الذي نشهده, هو أن كثيراً من النساء يكن في أوطانهن خير من كثير من الرجال, وأن بعض هؤلاء النساء لهن أرجح في ميزان كفاءة المقدرة السياسية من كثير من حكام العرب والمسلمين الذكور, لا أقول الرجال؟

 

الجواب: مثل هذا يحتاج أن أقول كما قلت لعبد الكريم زيدان: قبحه الله من قول, وقبح قائله, النسوة كان منهن محدثات, وكان منهن فقيهات, وكان منهن أديبات, وحتى أن العلماء يقولون في المثال النحوي, الرجل خير من المرأة.

يقولون: أل للجنس, وقد تأتي بعض النساء, وهي خير من بعض الرجال, لكن ليس معنى هذا أننا نجعلها محافظة, وليس معناه أننا نجعلها رئيسة, لقد شيبت الشعوب بحكام المسلمين, والأمر كما قال عبد الرحمن الإرياني وقد أتت امرأة إليه بمجنون, فقالت ابني مجنون,

فقال: هنيئاً لك, ما عندك إلا مجنون واحد, عندي ثلاثة عشر مليون مجنون.

فالأمر أنه يحتاج إلى شجاعة, وهذا في الغالب أن النساء ضعيفات, من منهن يتحملن ذلك, وأيضاً ربما لا تتحمل مفارقة الرجل, وتحتاج أيضاً إلى سياسة, نعم نرسل الرئيسة إلى رئيس أمريكا, ورئيس أمريكا قد عرفتم ماذا عمل قبل أيام, ما نخشى أن ترجع إلينا إلا وقد أصبحت أمريكية, فالمقصود أنها لا تصلح لهذا الأمر, فالله عز وجل أعلم وأحكم والله سبحانه وتعالى هو أعلم بضعفهن, وأعلم بشجاعة الرجال, وقوة الرجال على مزاولة الأعمال, والله المستعان.

 

الشبهة الرابعة: يذكر أن علماء الأمة اتفقوا على منع المرأة من الولاية الكبرى, يعني الخلافة, وأما ماعدا الإمامة والخلافة وما في معناها من رئاسة الدولة فهو مما اختلف فيه, وهو يتسع الاجتهاد والنظر, فممكن للمرأة أن تكون وزيرة, ويمكن أن تكون قاضية.

 

الجواب: ﴿ يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ ﴾ تقضي على يوسف القرضاوي, الحديث عام, والنساء لا يتحملن ذلك, إذا حدثت أمور

مهمة أين الوزيرة؟ قالوا: ذهبت تلد كانت حاملاً, ما عندها قدرة للقيام بهذه الأمور, هذه ترهات, وإن شاء الله إدارات اليمن, ومستشفيات اليمن, والجامعة والمدارس, بإذن الله تعالى سيوفق الله المسئولين, ويفصلونهن, والدراسة التي لا حاجة لها, تبقى المرأة في بيتها, وتتعلم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم, وأما هذه الأمور فهي تعليم للمرأة الفساد؟ أسألكم بالله كيف حال الوزيرة إذا دخل إليها شاب مفتول العضلات, وهو وسيم جميل, حسن الأخلاق؟ النساء لسن بمعصومات, ونحن لسنا بمعصومين, والرجال ليسوا بمعصومين, ما نبرئ أنفسنا, سعيد بن المسيب, يقول: لو ائْتُمِنْتُ على كذا وكذا من الذهب لوجدت نفسي عليه أميناً, ولو ائْتُمِنْتُ على جارية سوداء ما وجدت نفسي عليها أميناً.

 المرأة لو كان الطلاق بيدها لطلقت زوجها في اليوم عشرين مرة, أحد الناس قالت له امرأته: لا بد أن تطلقني, قال: مرحباً إن شاء الله لا بأس, لكن دعيني أروح أقضي حاجتي, الحاجات المهمة إن شاء الله, ثم رجع وقد لف ورقة ما فيها من كتابة, وقال هذه ورقتك واذهبي الآن إلى أهلك, فإذا هي تبكي وتتأسف وتقول: ما أعمل شيئاً يغضبك, ما أريد شيئاً.

فالمرأة الله أعلم بعجزها وضعفها, لو أن لها من الأمر شيئاً لطلقت الرجل عشرين مرة في اليوم الواحد, وترجع تبكي, والله

المستعان, الله أعلم وأحكم من خزعبلاتك يا قرضاوي.

 

الشبهة الخامسة: أن عمر بن الخطاب وَلَّى الشَّفَّاء بنت عبد الله العدوية, على السوق تحسب وتراقب, وهو ضرب من الولاية العامة.

 

الجواب: نريد سند الأثر من أجل أن نطلع  عليه, فغالب ظني أنني قد وجدته في كتاب اسمه كتاب " السوق " لبعض المالكية, وأنه ليس مسنداً, وهذا غالب ظني, فإن ثبت ففعل عمر لا يعارض حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن قلت: الصحابة أقروه؟ فالجواب: قال ابن عباس: إن عمر كان مهاباً فهبته.

أحد الإخوة يقول: ذكر ابن عبد البر في ترجمة الشفاء في " الاستيعاب " بدون إسناد, فالأمر كما يقول محمد بن حزم رحمه الله: المقلد - ونحن نقول صاحب الهوى وهو أيضاً مقلد لأعداء الإسلام – يتشبث ولو بالطحلب, فهذا إّذا قد وجد له كلمة لا ينظر إلى سندها, ولا ينظر إلى متنها.

 

الشبهة السادسة: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم استشار أم سلمة في غزوة الحديبية, فأشارت عليه برأي سديد, وقد بادر إلى تنفيذه, فكان من ورائه الخير, وما كان من حق المرأة أن تنصح وتشير بما تراه صواباً من الرأي, وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر, ونقول: هذا صواب, وهذا خطأ, بصفتها الفردية, فلا يوجد دليل شرعي يمنع من عضويتها في مجلس يقوم بهذه المهمة.

الجواب: أم سلمة رضي الله عنها على من أشارت؟ أَخَرَجَتْ إلى المجتمع وقالت: أشير عليكم بكذا وكذا؟ أم أشارت على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو زوجها, نحن ما نقول: إن المرأة ليس لها كلام, ولا يُقبل كلامها, المرأة تتكلم في حدود الكتاب والسنة, أما في غير الكتاب والسنة فلا, فلها أن تراجع زوجها, وأن تشير عليه بما ترى أن فيه خيراً.

وأما حديث: ( شاوروهن وخالفوهن ), فهو موضوع.

المرأة المسلمة لها كرامتها, ولها أيضاً كلمتها, وتدعو إلى الله مع أخواتها النساء, وتنصح, والله المستعان.

 

الشبهة السابعة: إن ترشيح المرأة نفسها لمجلس النواب, للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾.

 

الجواب: وأنا أتلوا التي قبلها: ﴿ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾, فأنا أتلو هذه الآية وأراها أليق بك وبكلامك, مجلس النواب الطاغوتي لا يجوز للرجال ولا للنساء, فإن كان ولا بد فمجلس شورى, من أهل

الحل والعقد.

أما أن تُنتخب امرأة, أفٍّ لكم يا أصحاب الإصلاح, لقد ورطكم الإخوان المسلمون, سبع أو ست نسوة, سننتم سنة سيئة, أفٍّ لكم, ثم أفٍّ لكم.

 

السؤال12: ألقى القرضاوي محاضرة للنساء, قال فيها منكراً على أن رجلاً يقدم له ويتساءل: لماذا لا تُقدم امرأة, أليست المحاضرة للنساء؟!! وأنكر على المسئولين على هذه المحاضرة منعهن أن تدخل المرأة الكافرة أو المرأة المسلمة المرتدية للملابس التي تكون فيها شبه عارية, وقال: أتركوهن يدخلن إلى مثل هذه المحاضرات بهذا اللباس, لعلهن يسمعن كلمة تكون سبباً لهدايتهن, ونصح النساء خلال المحاضرة بعدم ارتداء الحجاب الكامل الذي يغطي جسدها كله, وعلل ذلك بأن الكافرة إذا رأتها بهذه الهيئة استثقلت الدخول في هذا الدين, ونصح النساء بارتداء حجاب يظهر بعض الأشياء منهن, ولا يكون لوناً واحداً فقط, بمعنى حجاب عصري, يناسب الوضع الذي يعيشه الكفار, ويشجع الكافرات على الإسلام, ويسهل لبس مثل هذا الحجاب؟

 

الجواب: تقدمت الآيات القرآنية, والأحاديث النبوية, في عظم فتنة الرجال بالنساء, والنساء بالرجال, وخصوصاً في مثل هذه المحاضرات, فقد أخبرنا الأخ الفاضل الشيخ يحيى حفظه الله تعالى

أن بعض المسلمات يحضرن وهن غير ملتزمات باللباس الإسلامي, وإذا كان الرجل ينظر إليها وهن ينظرن إليه فربما تحدث فتنة, يفتتن المحاضر, ويشتغل قلبه, كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من حديث حذيفة, عند مسلم: « تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَعَرْضِ الْحَصِيرِ عُودًا عُودًا, فَأَيُّمَا قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ, وَأَيُّمَا قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ, حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ: أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا لَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ, وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا, لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ », وقد يكون الرجل مستقيماً, فَيُفْتَن إذا رأى النسوة الجميلات, ولباسهن كما قال الشاعر:

قل للمليحة في الخمار الأسود *** ماذا فعلت بناسك متعبد

قد كان شمّر للصلاة ثيابه *** حتى عرضتِ له بباب المسجد

ردّي عليه صلاتـه وصيامه *** لا تفتنيه بحق رب محمّـد

وقال آخر:

كل الحوادث مبدؤها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر

كم نظرة فعلت في قلب صاحبها *** فعل السهام بلا قوس ولا وتر

يسر مقلته مـا ضـر مهجتـه *** لا مـرحبًا بسرور جاء بالضرر

وقال آخر:

لا يأمنن على النساء أخ أخاً *** ما في الرجال على النساء أمين

إن الأمـين وإن تحفَّـظ مـرةً *** لا بـد أَنْ بنظـرةٍ سيخونُ

والله أعلم أن قلب هذا الرجل, قد أصبح فاسداً, بدليل طلبه للمرأة تُقدم له, الله عز وجل يقول للنسوة: ﴿ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ﴾, ويقول أيضاً: ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾, ويقول: ﴿ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾.

امرأة تكون عند الكلام تهتز وتضطرب, وأنت يا مسكين تنظر إليها, فتنة لا ينبغي أن يُقلد في ذلك, والله المستعان.

 

السؤال 13: وسئل في محاضرته هذه: هل يجوز لصاحب السوبر ماركت أن يبيع الخمر ولحم الخنزير؟ فقال: إذا كان الخير طاغياً على الشر فجائز, ونحن نعلم أن السوبر ماركت أن الخير فيه طاغٍ على الشر. قال: فأرسلت إليه امرأة تذكره بحديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: « لُعِنَتِ الخَمْرُ عَلَى عَشَرَةِ أَوْجُهٍ: بِعَيْنِهَا, وَعَاصِرِهَا, وَمُعْتَصِرِهَا, وَبَائِعِهَا, وَمُبْتَاعِهَا, وَحَامِلِهَا, وَالَمَحْمُولَةِ إِلَيْهِ, وَآكِلِ ثَمَنِهَا, وَشَارِبِهَا, وَسَاقِيهَا » رواه ابن ماجة. فقال: بعد أن قرأ الورقة التي فيها الحديث: نحن نعلم أن في أوروبا يلزمون صاحب السوبر ماركت أن يبيع الخمر, ولحم الخنزير, فعلى هذا فنحن

نريد أن يكون للمسلمين سوبر ماركت في أوروبا, فقامت الفتاة التي بعثت الورقة إلى الميكرفون وهي منزعجة تقول: أنتم ميَّعْتُم الدين, لابد للمسلم أن يكون قويًا بالحق الذي معه, ولا يتنازل عن أي شيء, وحتى يعلم الكفار أن للمسلمين دينًا ينهاهم عن ارتكاب المحرمات. فقال بعد انتهائها من الكلام: أنا مُصِرٌّ على ما قلت.

 

الجواب: أنت مُصِرٌّ ونحن نتوقع منك هذا, أن تُصِرَّ على الباطل, لا نتوقع أن ترجع إلى الحق, فجزى الله هذه الفتاة خيرًا على ما قامت به, الرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول كما في " صحيح البخاري " من حديث أبي هريرة: « يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لا يُبَالِي المَرْءُ مَن أَيْنَ دَخَلَ عَلَيْهِ المَالُ, أَمِن حَلالٍ, أَم مَن حَرَامٍ ». ويقول أيضًا: « وَذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ, أَشْعَثَ أَغْبَرَ, يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ,يَا رَبِّ, وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ, وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ, وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ, وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ, فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ».

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾, المراد بالطيبات هاهنا الحلال: « إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا », ويقول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: « أَيُّمَا جَسَدٍ نَبَتَ عَلَى سُحْتٍ فَالنَّارُ أَولَى بِهِ ».

ونحن نتوقع منك هذا وما هو أشر من هذا, وقد اخبرني أخ أنك

سُئِلتَ في بعض رحلاتك إلى المغرب: هل يجوز لصاحب البقالة أن يبيع الخمر؟ قال يأتي بنصراني يبيعه, والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: «لَعَنَ اللهُ الخَمْرَ وَبَائِعِهَا, وَمُبْتَاعَهَا, وَشَارِبَهَا, وَحَامِلَهَا, وَعَاصِرَهَا, وَمْعْتَصِرَهَا... ».

من تلكم الفتاوى الزائغة, والحمد لله ما لها أثر هذه الفتاوى, مثل فَسْوَةِ سوق, ربما تُشَم, ولكن مع الازدحام مالها اثر.

فالحمد لله لسنا منزعجين, وقد اختصرنا الأسئلة أيما اختصار, لعل الله يوفق بعض إخواننا أهل السنة أن يتتبع هذه, لا أقول: الزَّلَّات ولا أقول: الأخطاء, بل هذه الدواهي وينبه عليها.

قولوا للإخوان المسلمين, بل قولوا للإخوان المفلسين: الوادعي هذا لن يترككم ما دمتم تخالفون الكتاب والسنة, فارجعوا إلى الكتاب والسنة قبل أن تَُفْضَحوا, وقبل أن يهينكم الله سبحانه وتعالى:  ﴿  وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ﴾, فقد وقفتم في وجه السنة, وعاندتم السنة, وكذبتم الأكاذيب, كفى كفى كفى من زمان وأنتم تكذبون على أهل السنة, قد عرفكم الناس, ودعوتكم أصبحت دعاية لأهل السنة من فضل الله , نحن جالسون والناس يأتون من كلية الإيمان وغيرها, بسبب كذبكم وأباطيلكم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ

وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾.

 ﴿  لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾, يجب أن تتقوا الله, وأن تقولوا الحق, ونحن مستعدون لمناظرتكم في أي مسجد تريدون, من مساجد صنعاء يحضر عبد المجيد الزنداني, ونحضر إن شاء الله, ونسأل عما انتم عليه, وتسألون عما نحن عليه, ماذا تقولون: يعفون لحاهم, ويصلون الصلاة في وقتها, وماذا تقولون: يعتزلون الانتخابات الطاغوتية, وماذا تقولون: يعتزلون مجلس النواب الطاغوتي, كل ذلك إذا قلتم نقول: صدقتم, مثل رد أهل صعدة, عندما ردوا عليَّ بكتاب: فصل الخطاب في الرد على المفتري الكذاب.

 

السؤال 14: استدل القرضاوي في مجلة المجتمع العدد(1319)في التاسع من جمادى الآخرة لعام 1416هـ, على جواز دخول المرأة في التمثيل فقال: دليلنا على ذلك أن القصص القرآني, منذ آدم عليه السلام حتى الرسول الخاتم عليه الصلاة والسلام, وهو وجود المرأة فيه, حيث آدم وحواء, ونوح وامرأته, وكذلك لوط وزوجته, ثم الخليل إبراهيم وزوجته, ثم قصة ابني آدم, وموسى منذ ولادته,

ووجود أمه وأخته, وامرأة فرعون ويوسف, وامرأة العزيز, وسورة كاملة تحكي تفاصيل قصة احتلت فيها المرة دوراً رئيسيّاً, ثم سيدنا عيسى وقصة والدته مفصلة, حيث ذكر القرآن هذه القصص كلها, وفيها المرأة بدورها الحيوي فكيف نغلق الباب أمامها ونخرجها من الحياة, ثم ذكر ضوابط لجواز دخولها في التمثيل؟

 

الجواب: هذا الرجل لو كفَّره شخص عندي ما انتقدته, لكن أنا أقول: إنه ضال ضلالًا مبينًا؛ لأنه ينسب إلى الله وإلى القرآن الكذب, أنا إذا قمت بدور التمثيل وقلت لكم: أنا أبو بكر, وذلكم أبو جهل, فهل أنا أبو بكر, وهل الآخر أبو جهل؟ فمعناه أنهم ينسبون إلى الله الكذب, والى قصص القرآن الكذب؛ لأن التمثيل يعتبر كذبًا, أقل ما فيه أنه كذب, والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند أن قالت عائشة: حسبك من صفية كذا وكذا - أي: قصيرة -  فقال: « لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِالْبَحْرِ لأَفْسَدَتْهُ », قالت: ما يسرني أني حكيت أحداً, والحكاية: الفعل مثل فعل ذلك, والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: « إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ ثَلاثَةً: -وذكر منهم- مُمَثِّلٌ مِنَ المُمَثِّلِيْنَ », والممثل يحتمل أن يكون المصور, ويحتمل أن يكون الذي يحكي فعل غيره, والتمثيل لم يكن موجوداً على عهد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم, ولا ورد في القرآن, ولا في السنة, وهو يعتبر كذبَاً, أقل ما فيه أنه كذب, دع عنك الاستخفاف

بأهل الدين, فربما يأتون بتمثيلية تنفر عن سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .                                                          

أذكر أننا كنا في خَمِر, فأتى الإخوان المفلسون بتمثيلية, وبعد ذلك فرقوا طعاماً, وبعد ما أكل واحد منهم, مسح يديه في قدميه فقالوا: لا ما هكذا تفعل.

يريدون أن ينفروا الناس عن هذا, جهلاء لا يدرون أن الصحابة كانوا يفعلون ذلك, فقالوا: تغسل يديك, ثم تأتي بالمنديل فتمسحها.

وفي معهد غُرَاز مثَّل أحد الحاضرين الشيطان, والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: « إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ, وَإِذَا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بِيَمِيَنِهِ, وَلَا يَأْكُلْ وَلَا يَشْرَبْ بِشِمَالِهِ, فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ ».

بل أقبح من هذا أنهم في معهد من المعاهد في حجة جعلوا واحداً يمثل الله وهو يعذب الناس في النار, أو بهذا المعنى, فأنكر عليهم محمد الغيلي, ومحمد الغيلي من الإخوان المفلسون, وهو حيى يرزق, ثم بعد ذلك قالوا: هذا متشدد! والله أنهم يمثلون في صنعاء؛ والعلماء حاضرون لا ينكرون عليهم, فقط هذا متشدد, محمد الغيلي متشدد.

وهكذا المرأة تمثل دور الرجل, والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: « لَعَنَ الْمُتَشَبِّهَاتِ بِالرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ, وَالْمُتَشَبِّهِينَ بِالنِّسَاءِ مِنْ الرِّجَالِ », النسوة إذا

أردن أن يقمن بدور الرجال فهن ملعونات أيضاً, والرجال إذا أرادوا أن يقوموا بدور النساء فهم ملعونون.

 

السؤال15: استدل القرضاوي على جواز التمثيل عموماً للرجال والنساء, بما جاء في القران من قصص, وذكر من القران, واعتمد على الأسلوب الترفيهي, وقصص أخرى كقصة سليمان عليه السلام والنملة, وقصته أيضا مع الهدد, وقصة الغراب وابن آدم, وإسماعيل عليه السلام ثم قال: ومن غير المعقول أن نحرم التصوير أو التمثيل أو غيرها من مقتضيات العصر, فما هو الرد على ما قاله القرضاوي؟ وجزآكم الله خيراً.

 

الجواب: القرضاوي ليس له إلا دِرَّةٌ كَدِرَّةِ عمر التي ضرب بها صبيغاً حتى يخرج البلاء من رأسه, واستدلاله بالقصص القرآني على أنه تمثيل نسبته الكذب إلى الله, وإلى القرآن ومن كذب الله والقرآن فهو الكاذب المفتري.

ولولا أننا نحمله على أنه متأول لكفَّرناه, وأما التصوير فلنا بحمد الله رسالة مطبوعة " حكم تصوير ذوات الأرواح " تباع في الأسواق, والحمد لله, وأما التمثيل فيراجع ما كتبه الشيخ الفاضل بكر بن عبد الله أبو زيد حفظه الله, فهو كافٍ وافٍ.

 والآيات الآتية كفلية في الرد على يوسف بن عبد الله القرضاوي الذي قال: إن القرآن أثنى على أهل الكتاب, أعوذ بالله من الشيطان

الرجيم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ * قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ * قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ * وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ * وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ * وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ * وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ * وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ ﴾, ﴿ لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ

الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾.

﴿ مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾.

﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ﴾.

﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا

تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ * لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾.

وصلى الله على سيدنا محمد, وعلى آله وصحبه وسلم.

تفضل بزيارة المدونة

الفهرس

 

المقدمة ........................................................................... 3

س1: قول القرضاوي: وقد قامت المرأة بدورها في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى أن أول صوت ارتفع في تصديق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتأييده كان صوت امرأة هي: خديجة رضي الله عنها؟ .......................................... 14

س2: قول القرضاوي: إنه ليس هناك بأس من تعدد الأديان ......................... 25

س3: قول القرضاوي: وقد شُرِعت لنا موادتهم – أي: أهل الكتاب- ومواطأتهم ومعاهدتهم ومعاشرتهم ...................................................................... 32

س4: هل الآيات التي تنهى عن موادة المشركين؛ خاصة بالمعادين للإسلام والمحاربين له أم هي عامة؟ ...................................................................... 39

س5: دعوة القرضاوي إلى الحوار مع أهل الكتاب .................................. 40

س6: قول القرضاوي: لا مانع من تعدد الجماعات العاملة للإسلام .................. 43

س7: قول القرضاوي: والأصل حتى في العقائد الإسلامية أنها لابد أن تكون موافقة للعقل ................................................................................ 46

س8: قول القرضاوي: أن الجهاد في الإسلام للدفاع عن الدين والدولة, والحرمات والأرض والعرض, وليس بغزو العالم ...................................................... 47

س9: شبه القرضاوي حول قول الله تعالى ﴿ وقرن في بيوتكن ﴾ .................... 51

س10: شبه القرضاوي حول ولاية المرأة .......................................... 57

س11: شبه القرضاوي حول حديث « لا يُفْلِحُ قَومٌ وَلَّو أَمْرَهُمُ امْرَأَةً » ............. 61

س12: حول دعوة القرضاوي إلى السفور ......................................... 68

س13: قول القرضاوي: بجواز بيع الخمر ولحم الخنزير .............................. 70

س14: قول القرضاوي: بالتمثيل في القرآن ........................................ 73

س15: قول القرضاوي: ومن غير المعقول أن نحرم التصوير والتمثيل أو غيرها من مقتضيات العصر .......................................................................... 76