Published using Google Docs
المقالة العشرون عذر طائر آخر الأبيات من 1885 – 1939 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري
Updated automatically every 5 minutes

المقالة العشرون عذر طائر آخر الأبيات من 1885 – 1939 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري  

كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر ابراهيم العطار النيسابوري

المقالة العشرون عذر طائر آخر الأبيات من 1885 – 1896

قال له آخر : إنني مخنث الجوهر وفي كل زمان انتقل من غصن إلى آخر ، أحياناً أكون فاجراً وأحياناً زاهداً وأحياناً ثملاً وأحياناً أكون معدوماً وموجوداً ،

وأحياناً ألقي بنفسي في الحانات وأحياناً أشغل روحي بالمناجاة ، وأحياناً يحيد بي الشيطان عن طريقي لأمتع نظري ،

وأحياناً تعيدني الملائكة إلى الطريق بلا تأخير ، وهكذا بقيت حائراً وسط هذين الأمرين فماذا أفعل وقد بقيت أسير البئر والسجن ؟

 

قال له الهدهد : يا من تملكته الحيرة في الطريق هكذا صار حكم الله بالنسبة لجميع الخلق ، إن هذه الخصال موجودة لدى الجميع وقلما وجد إنسان على صفة واحدة ،

وإذا كان جميع الخلق أطهاراً منذ البداية فلم كان بعث الأنبياء أمراً موفقاً ، وإن تكن ولوعاً بالطاعة فإنك تقبل إلى الإصلاح في يسر وسهولة وطالما لا تقوم نفسك الجامحة فلن يجد جسدك راحة وسعادة .

 

يا من مكانك تنور الغفلة لقد أحاطت بك رغباتك من كل زاوية ، إن الدمع القاني هو أسرار القلب أما الشبع فهو صدأ القلب وإن تكن دائم الاهتمام بنفسك الشبيهة بالكلب فإنها تكون أقل من المخنث الجوهر .

 

المقالة العشرون حكاية 1

الأبيات من 1898 – 1812

اختفى الشبلي فترة من بغداد فسيطر الاضطراب على حال مريديه وبحثوا عنه كثيراً في كل مكان فرآه شخص في بيت فسق ومجون وقد جلس وسط أولئك الفجرة دامع العينين وبشفة صادية فقال له : أيها العظيم الباحث عن السر أهذا مكانك آخر الأمر ؟

 

قال : إن هؤلاء الفجرة الفسقة سائرون في طريق المعنى وليسوا رجالاً ولا نساء وأنا مثلهم ولكن في طريق الدين ولست إمرأة ولا رجلاً أكثر منهم ، لقد ترديت في لؤمي وخستي لذا فإنني أخجل من آدميتي .

 

كل من آثر روحه جعل لحيته مفرشاً لخوان حبيبه واختار ذل نفسه كالرجال ونثر العزة على المساكين ، لكن إن ترغب في أن تكون محط أنظار الخلق فأنت أسوأ من الصنم وإن يتفاوت مدحك وذمك لنفسك فأنت صانع صنم لأنها تقيم الصنم ، فإن تكن عبداً للحق فلا تكن صانع صنم وإن تكن جديراً بالله فلا تكن آزرياً وليس هناك بين الخاص والعام أفضل من مقام العبودية مقام فكن عبداً ولا تدع أكثر من هذا وكن رجل حق فالعزة من الله فلا تبحث عنها لدى غيره ،

وإن كانت مائة صنم تختفي في داخلك تحت الدلق فكيف تدعي أنك صوفي أمام الخلق ؟! فيا أيها المخنث لا ترتد أردية الرجال ولا تجعل نفسك مضطرباً على هذه الحال .

 

المقالة العشرون حكاية 2

الأبيات من 1913 – 1923

ذهب شيخان إلى دار القضاء إذ كانت بينهما خصومة وجفاء ، فانتحى بهما القاضي جانباً وقال : لا يحسن من الصوفيين أن يتحاربا إنكما ترتديان رداء التسليم فلماذا أضرمتما هذا الخصام ؟

فإن كنتما أهل حقد وخصومة فعليكما بالتجرد من هذه الأردية وإن كنتما أهلاً لهذه الأردية فخصومتكما دليل على ما أنتما فيه من جهالة ومع أنني قاض ولست رجل معنى إلا أنني أخجل تماماً من ارتدائكما هذا المرقع .

 

من الأفضل لهما وضع قناع على مفرقيهما من أن يرتديا هذه المرقعات ، فإن لم تكن رجلاً أو إمرأة في طريق العشق فكيف يمكنك أن تحل أسرار العشق ؟

وإن ابتليت بقطع طريق العشق فألق أسلحتك لما أنت فيه من بلاء ، وإن كنت تدعي العزم على خوض هذا الميدان فعليك أن تسلم رأسك للريح وأن تتخلى عن الروح ، والآن لا ترفع رأسك بالدعوى أكثر من هذا حتى لا تظل في عارك هكذا .

 

المقالة العشرون حكاية 3

الأبيات من 1924 – 1939

كان في مصر حاكم شهير فأغرم بهذا الحاكم رجل فقير ، وما أن وصل خبر عشقه إلى الحاكم حتى استدعى العاشق الهائم

وقال له : إذا كنت قد أصبحت عاشقاً للسلطان فعليك باختيار أحد هذين الأمرين ،

إما أن تغادر هذه البلدة وهذا الإقليم وإما أن تتخلى عن رأسك فداء لعشقي ، لقد قلت لك الأمر مرة واحدة فإما قطع الرأس وإما الرحيل .

 

لم يكن هذا الرجل خليقاً بالأعمال لذا اختار الرحيل عن الديار ، وما أن هم ذلك الفقير بالذهاب متخلياً عن عشقه حتى قال السلطان : اقطعوا رأسه عن جسده .

فقال الحاجب : إنه لم يرتكب أي جريرة فلم أمر السلطان بقطع رأسه ؟

فقال له السلطان : إنه ليس بعاشق إذ لم يكن صادقاً معي في طريق العشق فإذا كان يتصرف كالرجال لاختار قطع الرأس في هذا المجال .

 

كل من كانت رأسه أعز لديه من الحبيب فإن مزاولة العشق بالنسبة له أكبر ذنب ، وإذا كان قد اختار قطع الرأس لأصبح أميراً في هذه المملكة ولصار ملك العالم تبعه ولبادرت أنت إلى خدمته ،

ولكن لما كان مدعياً في عشقه فقطع الرأس علاجه ، وكل من يتشدق بعشقي فهو مدع وغاية في النفاق ، وقد أمرت بذلك حتى يقلل كل مدع في عشقنا من التفاخر كذباً بعشقنا .