87 - شرح تجلى المعاملة .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين
87 - شرح تجلى المعاملة
قلت : رأيت اخواننا يأمرون المريد بالتحول عن الأماكن التي وقعت فيها المخالفات.
فقيل لي : لا تقل بقولهم : قل للعصاة : يطيعون الله على الأرض التي وقعت لهم فيها المخالفة وفي الثوب وفي الزمان .
فكما يشهد عليهم يشهد لهم .
ثم بعد ذلك يتحولون عنه إن شاءوا . " اتبع الحسنة السيئة تمحها " .
87 - إملاء ابن سودكين :
« وهذا نصه : قلت : رأيت إخواننا... واتبع السيئة الحسنة تمحها». قال جامعه : سمعت شيخي يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه : رأيت إخواننا يأمرون المريد بالتحول عن أماكن المعصية .
واستنادهم في ذلك إلى الخبر، لكون النبي صلى الله عليه وسلم تحول عن المكان الذي نام فيه عن الصلاة . فهؤلاء معهم الصواب باتباع ظاهر السنة .
ونحن أشهدنا حقيقة الشهادة . فكان قصدنا أن البقعة كما شهدت عليهم، تشهد لهم بطاعة يوقعونها فيها في وقت ما.
وكذلك حكم الثوب. وقد يجمع بين الأمرين ، وهو أن تفارق البقعة ثم تعود إليها وقتا آخر، فتوقع فيها الطاعة.
وقد قال أيضا في الرسالة : «إن حقيقة التوبة أن تنسى ذنبك». فمن عمل على هذا قال : لا تعد إلى موضع معصيتك ومنهم من قال : «إن حقيقتها أن لا تنسى ذنبك». فهؤلاء تتوجه إشارتهم إلى ما ذهبنا إليه » .
87 - شرح تجلى المعاملة
443 - (قلت: رأیت إخواننا يأمرون المريد بالتحول عن الأماكن التي وقعت لهم فيها المخالفة) أخذا بقول من قال : إن حقيقة التوبة نسيان الذنوب ، وملازمة مكان المخالفة من المذكرات .
(فقيل لي : لا تقل بقولهم : قل للعصاة : يطيعون الله على الأرض التي وقعت لهم فيها المخالفة وفي الثوب وفي الزمان الذي هو نظیر زمان المخالفة. وهذا يمشيه قول من قال : إن حقيقتها «التوبة» أن لا تنسى ذنوبك . فإن الرجوع إلى محل المخالفة مذكرها .
وأيضا (فكما يشهد عليهم) يعني مكان المخالفة . (يشهد لهم ثم بعد ذلك) أي بعد إقامة الطاعة في مكان المخالفة (يتحولون عنه إن شاؤوا) وقد أيد قدس سره ما اختار من القولين بدليل (أتبع السيئة الحسنة تمحها).