الباب العشرون في اللوح المحفوظ الّذي هو الإمام المبين ولوح المحو والإثبات .كتاب التدبيرات الالهية فى اصلاح المملكة الانسانية الشيخ الأكبر ابن العربي
[ وهو الباب الثالث من الباب السابع عشر]
الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الباب العشرون في اللوح المحفوظ الّذي هو الإمام المبين ولوح المحو والإثبات
وهذا المقام هو الّذي يجمع الولىّ والنبىّ وهو الّذي يفرق بينهما فجعل اللّه القلم ترجمان الدواة ومفصّل علومه بالرسوم فهو العالم المحفوظ وهو المثبت والماحي وأمّ الكتاب وهو الكتاب المسطّرة علومه في قوّته مجملة لا يعقل عنه حتّى يفصح .
وأمّا لوح المحو والإثبات فهو لوح الدفّتين الزمرّدتين المودع كائنات العالم إلى يوم [الدين ، وأما لوح] التبديل فهو لوح محصور وعليه اعتكفت ملائكة التسخير وينظره منك في العالم الإيمان .
وفي اللوح تنوّع الأحوال بتنوّع الأزمان بتنوّع الأماكن بتنوّع الأوضاع بتنوّع الأعراض .
فينسخ الآخر الأوّل أبدا وهو المحو والإثبات فإذا رجعوا إلى تماثلهم حشروا في القلم الأعلى فاستعلوا السماوات العلى
فيخرج النبىّ والوارث العالم بالقلم الأعلى ويختلف الإلقاء لأنّ قلم النبىّ له طرفان وقلم الولىّ له طرف واحد ويخرج الولىّ العارف والمؤمن باللوح فتمتاز المراتب " وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ "واللّه أعلم